٣٤

الذين يحشرون على . . . . .

و { الَّذِينَ يُحْشَرُونَ} قال الكرماني : متصل بقوله { أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ } الآية . قيل : ويجوز أن يكون متصلاً بقوله { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلّ نَبِىّ عَدُوّاً مّنَ الْمُجْرِمِينَ } انتهى . والذي يظهر أنهم لم اعترضوا في حديث القرآن وإنزاله مفرقاً كان في ضمن كلامهم أنهم ذو ورشد وخير ، وأنهم على طريق مستقيم ولذلك اعتراضوا فأخبر تعالى بحالهم وما يؤول إليه أمرهم في الآخرة بكونهم { شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ سَبِيلاً } والظاهر أنه يحشر الكافر على وجهه بأن يسحب على وجهه . وفي الحديث } إن الذي أمشاهم على أرجلهم قادر أن يمشيهم على وجوههم} . وهذا قول الجمهور .

وقيل : هو مجاز للذلة المفرطة والهوان والخزي .

وقيل : هو من قول العرب مر فلان على وجه إذا لم يدر أين ذهب .

ويقال : مضى على وجهه إذا أسرع متوجهاً لقصده و { شَرُّ } و { أَضَلَّ } ليسا على بابهما من الدلالة على التفضيل . وقوله { شَرٌّ مَّكَاناً } أي مستقراً وهو مقابل لقوله { خَيْرٌ مُّسْتَقَرّاً } ويحتمل أن يراد بالمكان المكانة والشرف لا المستقر .

وأعربوا { الَّذِينَ } مبتدأ والجملة من { أُوْلَائِكَ } في موضع الخبر ويجوز عندي أن يكون { الَّذِينَ } خبر مبتدأ محذوف لما تقدم ذكر الكافرين وما قالوا قال إبعاداً لهم وتسميعاً بما يؤول إليه حالهم هم { الَّذِينَ يُحْشَرُونَ } ثم استأنف إخباراً أخبر عنهم فقال { أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً}

﴿ ٣٤