٤١

وإذا رأوك إن . . . . .

{وَإِذَا رَأَوْكَ إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هُزُواً } لم يقتصر المشركون على إنكار نبوة الرسول عليه الصلاة والسلام وترك الإيمان به ، بل زادوا على ذلك بالاستهزاء والاحتقار . حتى يقول بعبضهم لبعض { أَهَاذَا الَّذِى بَعَثَ اللّه رَسُولاً } و { ءانٍ } نافية جواب { إِذَا } وانفردت { إِذَا } بأنه إذا كان جوابها منفياً بما أو بلا لا تدخله الفاء بخلاف أدوات الشرط غيرها فلا بد من الفاء مع ما ومع لا إذا ارتفع المضارع ، فلو وقعت إن النافية في جواب غير إذا فلا بد من الفاء كما النافية ومعنى { هزؤاً } موضع هزء أو مهزواً به { هُزُواً أَهَاذَا } قبله قول محذوف أي يقولون وقال : جواب { إِذَا } ما أضمر من القول أي { وَإِذَا رَأَوْكَ } قالوا { أَهَاذَا الَّذِى بَعَثَ اللّه رَسُولاً } و { إِن يَتَّخِذُونَكَ جِمَالَةٌ مِن قَبْلِكُمْ إِذَا } وجوابها .

قيل : ونزلت في أبي جهل كان إذا رأى الرسول عليه الصلاة والسلام قال :{ أَهَاذَا الَّذِى بَعَثَ اللّه رَسُولاً } ؟ وأخبر بلفظ الجمع تعظيماً لقبح صنعه أو لكون جماعة معه قالوا ذلك : والظاهر أن قائل ذلك جماعة كثيرة وهذا الاستفهام استصغار واحتقار منهم أخرجوه بقولهم بعث اللّه رسولا في معرض التسليم والإقرار وهم على غاية الجحود

والإنكار سخرية واستهزاء ، ولو لم يستهزئوا لقالوا هذا زعم أو ادعى أنه مبعوث من عند اللّه رسولاً .

﴿ ٤١