١٢{وَمَا يَسْتَوِى الْبَحْرَانِ } : هذه آية أخرى يستدل بها على كل عاقل أنه مما لا مدخل لصنم فيه . وتقدم شرح :{ هَاذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ } ، وشرح :{ وَهَاذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ } في سورة الفرقان . وهنا بين القسمين صفة للعرب ، وبين قوله :{ سَائِغٌ شَرَابُهُ} وقرأ الجمهور : سائغ ، اسم فاعل من ساغ . وقرأ عيسى : سيغ على وزن فيعل ، كميت ؛ وجاء كذلك عن أبي عمرو وعاصم . وقرأ عيسى أيضاً : سيغ مخففاً من المشدد ، كميت مخفف ميت . وقرأ الجمهور : ملح ، وأبو نهيك وطلحة : بفتح الميم وكسر اللام ، وقال أبو الفضل الرازي : وهي لغة شاذة ، ويجوز أن يكون مقصوراً من مالح ، فحذف الألف تخفيفاً . وقد يقال : ماء ملح في الشذوذ ، وفي المستعمل : مملوح . وقال الزمخشري : ضرب البحرين ، العذب والملح ، مثلين للمؤمن والكافر . ثم قال على صفة الاستطراد في صفة البحرين وما علق بها : من نعمته وعطائه .{ وَمِن كُلّ } ، من شرح الزمخشري : ألفاظاً من الآية تكررت في سورة النحل . ثم قال : ويحتمل غير طريقة الاستطراد ، وهو أن يشبه الجنسين بالبحرين ، ثم يفضل البحر الأجاج على الكافر ، بأنه قد شارك العذب في منافع من السمك واللؤلؤ ، وجرى الفلك فيه . وللكافر خلو من النفع ، فهو في طريقة قوله تعالى :{ ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مّن بَعْدِ ذالِكَ } الآية . انتهى .{ لِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ } : يريد التجارات والحج والغزو ، أو كل سفر له وجه شرعي . |
﴿ ١٢ ﴾