٩

{إِنَّ الَّذِينَ ءامَنُواْ } ، قال السدي : نزلت في المرضى والزمني إذا عجزوا عن إكمال الطاعات ، كتب لهم من الأجر كأصح ما كانوا يعملون . والممنون : المنقوص ، قاله ابن عباس ، رضي اللّه عنه . قال ذو الأصبغ العدواني :

إني لعمرك ما بابي بذي غلق

على الصديق ولا خيري بممنون

وقال مجاهد : غير محسوب ،

وقيل : غير مقطوع ، قال الشاعر :

فضل الجواد على الخيل البطاء فلا

يعطى بذلك ممنوناً ولا نزقا

وقيل : لا يمن به لأن أعطيات اللّه تشريف ، والمن إنما يدخل أعطيات البشر .

وقيل : لا يمن به لأنه إنما بمن

التفضيل ، فأما الآخر فحق أداؤه ، نقله الزمخشري ، وفيه دسيسة الاعتزال . { قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ } : استفهام توبيخ وتشنيع عليهم ، يكفر من أوجد العالم سفليه وعلويه ، ووصف صورة خلق ذلك ومدته ، والحكمة في الخلق في مدة هو قادر على أن يوجد ذلك دفعة واحدة . فذكر تعالى إيجاد ذلك مرتباً ، وتقدم الكلام في الخلق في مدة هو قادر على أن يوجد ذلك دفعة واحدة . فذكر تعالى إيجاد ذلك مرتب ، وتقدم الكلام في أول ما ابتدىء فيه الخلق ، وما خلق مرتباً . ومعنى { فِى يَوْمَيْنِ } : في مقدار يومين .{ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً } : أي أشباهاً وأمثالاً من الملائكة والجن والأصنام يعبدونها دونه . وقال السدي : أكفاء من الرجال يطيعونهم ، وتجعلون معطوف على لتكفرون ، فهو داخل في حيز الاستفهام المقتضي الإنكار والتوبيخ ، { ذالِكَ } أي موجد الأرض ومخترعها ، { رَبّ الْعَالَمِينَ } من الأنداد التي جعلتم له وغيرهم .

﴿ ٩