٧

{وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء } : أي أصناماً وأوثاناً ، { اللّه حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ } : أي على أعمالهم ومجازيهم عليها ، { وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ } : أي بمفوض إليك أمرهم ولا قائم . وما في هذا من الموادعة منسوخ بآية السيف .{ وَكَذالِكَ } : أي ومثل هذا الإيحاء والقضاء ، إنك لست بوكيل عليهم ، { وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْءاناً} والظاهر أن { قُرْءاناً } مفعول { أَوْحَيْنَا}

وقال الزمخشري : الكاف مفعول به ، أي أوحيناه إليك ، وهو قرآن عربي لا لبس فيه عليك ، إذ نزل بلسانك . انتهى . فاستعمل الكاف اسماً في الكلام ، وهو مذهب الأخفش .{ لّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى } : مكة ، أي أهل جم القرى ، وكذلك المفعول الأول محذوف ، والثاني هو :{ يَوْمَ الْجَمْعِ } : أي اجتماع الخلائق ، والمنذر به هو ما يقع في يوم الجمع من الجزاء وانقسام الجمع إلى الفريقين ، أو اجتماع الأرواح بالأجساد ، أو أهل الأرض بأهل السماء ، أو الناس بأعمالهم ، أقوال أربعة . لينذر بياء الغيبة ، أي لينذر القرآن .{ لاَ رَيْبَ فِيهِ } : أي لا شك في وقوعه .

وقال الزمخشري :{ لاَ رَيْبَ فِيهِ } : اعتراض لا محالة . انتهى . ولا يظهر أنه اعتراض ، أعني صناعياً ، لأنه لم يقع بين طالب ومطلوب .

وقرأ الجمهور :{ فَرِيقٌ } بالرفع فيهما ، أي هم فريق أو منهم فريق .

وقرأ زيد بن عليّ بنصبهما ، أي افترقوا ، فريقاً في كذا ، وفريقاً في كذا ؛ ويدل على الافتراق : الاجتماع المفهوم من يوم الجمع .

﴿ ٧