٩{وَلَوْ شَاء اللّه لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً واحِدَةً } : يعني من إيمان أو كفر ، قال معناه الضحاك ، وهو قول أهل السنة ، وذلك تسلية للرسول . كما كان يقاسيه من كفر قومه ، وتوقيف على أن ذلك راجع إلى مشيئته ، ولكن من سبقت له السعادة أدخله في رحمته . وقال الزمخشري :{ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً واحِدَةً } : أي مؤمنين كلهم على القسر والإكراه ، كقوله :{ وَلَوْ شِئْنَا لاَتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا } ، وقوله :{ وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِى الاْرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا} والدليل على أن المعنى هو الإيحاء إلى الإيمان قوله :{ أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ } ، وذكر ما ظنه استدلالاً على ذلك ، وهو على طريق الاعتزال . وقال أنس بن مالك :{ فِى رَحْمَتِهِ } : في دين الإسلام .{ أَمِ اتَّخَذُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء } ، أم بمعنى بل ، للانتقال من كلام إلى كلام ، والهمزة للإنكار عليهم اتخاذ أولياء من دون اللّه . وقيل : أم بمعنى الهمزة فقط ، وتقدّم الكلام على مثل هذا ، حيث جاءت أم المنقطعة ، والمعنى : اتخذوا أولياء دون اللّه ، وليسوا بأولياء حقيقة ، فاللّه هو الولي ، والذي يجب أن يتولى وحده ، لا ما لا يضر ولا ينفع من أوليائهم . ولما أخبر أنه هو الولي ، عطف عليه هذا الفعل الغريب الذي لا يقدر عليه غيره ، وهو إحياء الموتى . ولما ذكر هذا الوصف ، ذكر قدرته على كل شيء تتعلق إرادته به . وقال الزمخشري : في قوله :{ فَاللّه هُوَ الْوَلِىُّ } ، والفاء في قوله :{ فَاللّه هُوَ الْوَلِىُّ } جواب شرط مقدر ، كأنه قيل : بعد إنكار كل ولي سواه ، وإن أراد وأوليا بحق ، فاللّه هو الولي بالحق ، لا ولي سواه . انتهى . ولا حاجة إلى تقدير شرط محذوف ، والكلام يتم بدونه . |
﴿ ٩ ﴾