٤

إن في السماوات . . . . .

{إِنَّ فِى السَّمَاوَاتِ وَالاْرْضَ } ، احتمل أن يريد : في خلق السموات ، كقوله :{ وَفِى خَلْقِكُمْ } ، والظاهر أنه لا يراد التخصيص بالخلق ، بل في السموات والأرض على الإطلاق والعموم ، أي في أي شيء نظرت منهما من خلق وغيره ، من تسخير وتنوير وغيرهما ، { لاَيَاتٍ } : لم يأت بالآيات مفصلة ، بل أتى بها مجملة ، إحالة على غوامض يثيرها الفكر ويخبر بكثير منها الشرع . وجعلها { لِلْمُؤْمِنِينَ } ، إذ في ضمن الإيمان العقل والتصديق .{ وَمَا يَبُثُّ مِن دَابَّةٍ } ،أي في غير جنسكم ، وهو معطوف على :{ وَفِى خَلْقِكُمْ} ومن أجاز العطف على الضمير المخفوض من غير إعادة الخافض ، أجاز في { وَمَا يَبُثُّ } أن يكون معطوفاً على الضمير { فِى خَلَقَكُمْ } ، وهو مذهب الكوفيين ، ويونس ، والأخفش ؛ وهو الصحيح ، واختاره الأستاذ أبو علي الشلوبين .

وقال الزمخشري : يقبح العطف عليه ، وهذا تفريع على مذهب سيبويه وجمهور البصريين ، قال : وكذلك أن أكدوه كرهوا أن يقولوا : مررت بك أنت وزيد . انتهى . وهذا يجيزه الجرمي والزيباري في الكلام ، وقال :{ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ } : وهم الذين لهم نظر يؤديهم إلى اليقين .

﴿ ٤