٢٩وللّه ملك السماوات . . . . . العامل في { وَيَوْمَ تَقُومُ } : يخسر ، و { يَوْمَئِذٍ } : بدل من يوم ، قاله الزمخشري ، وحكاه ابن عطية عن فرقة . والتنوين في يومئذ تنوين العوض عن جملة ، ولم تتقدم جملة إلا قوله :{ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ } ، فيصير التقدير : ويوم تقوم يوم إذ تقوم إذ تقوم الساعة يخسر ؛ ولا مزيد فائدة في قوله : يوم إذ تقوم الساعة ، لأن ذلك مستفاد من ويوم تقوم الساعة . فإن كان بدلاً توكيدياً ، وهو قليل ، جاز ذلك ، وإلا فلا يجوز أن يكون بدلاً . وقالت فرقة العامل : في ويوم تقوم ما يدل عليه الملك ، قالوا : وذلك أن يوم القيامة حال ثالثة ليست بالسماء ولا بالأرض ، لأن ذلك يتبدل ، فكأنه قال :{ وَللّه مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالاْرْضَ } ، والملك يوم القيامة ، فحذفه لدلالة ما قبله عليه ؛ ويومئذ منصوب بيخسر ، وهي جملة فيها استئناف ، وإن كان لها تعلق بما قبلها من جهة تنوين العوض . و { الْمُبْطِلُونَ } : الداخلون في الباطل .{ جَاثِيَةً } : باركة على الركب مستوفرة ، وهي هيئة المذنب الخائف . وقرىء : جاذية ، بالذال ؛ والجذو أشد استيفازاً من الجثو ، لأن الجاذي هو الذي يجلس على أطراف أصابعه . وعن ابن عباس : جاثية : مجتمعة . وعن قتادة : جماعات ، من الجثوة : وهي الجماعة ، يجمع على جثى ، قال الشاعر : ترى جثوتين من تراب عليهما صفائح صم من صفيح منضد وعن مورج السدوسي : جاثية : خاضعة ، بلغة قريش . وعن عكرمة : جاثية : متميزة . وقرأ يعقوب :{ كُلُّ أمَّةٍ تُدْعَى } ، بنصب كل أمة على البدل ، بدل النكرة الموصوفة من النكرة ؛ والظاهر عموم كل أمة من مؤمن وكافر . قال الضحاك : وذلك عند الحساب . وقال يحيى بن سلام : ذلك خاص بالكفار ، تدعى إلى كتابها المنزل عليها ، فتحاكم إليه ، هل وافقته أو خالفته ؟ أو الذي كتبته الحفظة ، وهو صحائف أعمالها ، أو اللوح المحفوظ ، أو المعنى إلى ما يسبق لها فيه ، أي إلى حسابها ، أقوال . وأفراد كتابها اكتفاء باسم الجنس لقوله : { وَوُضِعَ الْكِتَابُ } ،{ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ } ،{ هَاذَا كِتَابُنَا } ، هو الذي دعيت إليه كل أمة ، وصحت إضافته إليه تعالى لأنه مالكه والآمر بكتبه وإليهم ، لأن أعمالهم مثبتة فيه . والإضافة تكون بأدنى ملابسة ، فلذلك صحت إضافته إليهم وإليه تعالى . {يَنطِقُ عَلَيْكُم } : يشهد بالحق من غير زيادة ولا نقصان .{ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ } : أي الملائكة ، أي نجعلها تنسخ ، أي تكتب . وحقيقة النسخ نقل خط من أصل ينظم فيه ، فأعمال العباد كأنها الأصل . وقال الحسن : هو كتب الحفظة على بني آدم . وعن ابن عباس : يجعل اللّه الحفظة تنسخ من اللوح المحفوظ كل ما يفعل العباد ، ثم يمسكونه عندهم ، فتأتي أفعال العباد على نحو ذلك ، فبعيد أيضاً ، فذلك هو الاستنساخ . وكان يقول ابن عباس : ألستم عرباً ؟ وهل يكون الاستنساخ إلا من أصل ؟ |
﴿ ٢٩ ﴾