٦

ليدخل المؤمنين والمؤمنات . . . . .

{لّيُدْخِلَ } : هذه اللام تتعلق ، قيل : بإنا فتحنا لك .

وقيل : بقوله :{ لِيَزْدَادُواْ} فإن قيل :{ وَيُعَذّبَ } عطف عليه ، والازدياد لا يكون سبباً لتعذيب الكفار ، أجيب عن هذا بأنه ذكر لكونه مقصوداً للمؤمن ، كأنه قيل : بسبب ازديادكم في الأيمان يدخلكم الجنة ويعذب الكفار بأيديكم في الدنيا .

وقيل : بقوله :{ وَيَنصُرَكَ اللّه } : أي بالمؤمنين . وهذه الأقوال فيها بعد .

وقال الزمخشري :{ وَللّه جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالاْرْضَ } ، يسلط بعضها على بعض ، كما يقتضيه علمه وحكمته . ومن قضيته أن صلح قلوب المؤمنين بصلح الحديبية ، وإن وعدهم أن يفتح لهم ، وإنما قضى ذلك ليعرف المؤمنون نعمة اللّه فيه ويشكرون ، فيستحقوا الثواب ، فيثيبهم ، ويعذب الكافرين والمنافقين ، لما غاظهم من ذلك وكرهوه . انتهى . ولا يظهر من كلامه هذا ما تتعلق به اللام ؛ والذي يظهر أنها تتعلق بمحذوف يدل عليه الكلام ، وذلك أنه قال :{ وَللّه جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالاْرْضَ} كان في ذلك دليل على أنه تعالى يبتلي يتلك الجنود من شاء ، فيقبل الخير من قضى له بالخير ، والشر من قضى له بالشر .{ لّيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ } جنات ، ويعذب الكفار . فاللام تتعلق بيبتلي هذه ، وما تعلق بالابتلاء من قبول الإيمان والكفر .{ وَيُكَفّرْ } : معطوف على ليدخل ، وهو ترتيب في الذكر لا ترتيب في الوقوع . وكان التبشير بدخول الجنة أهم ، فبدىء به . ولما كان المنافقون أكثر ضرراً على المسلمين من المشركين ، بدىء بذكرهم في التعذيب .

{الظَّانّينَ بِاللّه ظَنَّ السَّوْء } : الظاهر أنه مصدر أضيف إلى ما يسوء المؤمنين ، وهو أن المشركين يستأصلونهم ولا ينصرون ، ويدل عليه :{ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْء } ، و { بَلْ ظَنَنْتُمْ أَن لَّن يَنقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَداً}

وقيل :{ ظَنَّ السَّوْء } : ما يسوء المشركين من إيصال الهموم إليهم ، بسبب علو كلمة اللّه ، وتسليط رسوله قتلاً وأسراً ونهباً .

﴿ ٦