٥٠

ففروا إلى اللّه . . . . .

{فَفِرُّواْ إِلَى اللّه} : أمر بالدخول في الإيمان وطاعة اللّه ، وجعل الأمر بذلك بلفظ الفرار ، لينبه على أن وراء الناس عقاب وعذاب . وأمر حقه أن يفر منه ، فجمعت لفظة ففروا بين التحذير والاستدعاء . وينظر إلى هذا المعنى قول النبي صلى اللّه عليه وسلم : { لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك } ، قاله ابن عطية ، وهو تفسير حسن .

وقال الزمخشري : إلى طاعته وثوابه من معصيته وعقابه ، ووحدوه ولا تشركوا به شيئاً . وكرر { إِنّى لَكُمْ مّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ } ، عند الأمر بالطاعة والنهي عن الشرك ، ليعلم أن الإيمان لا ينفع إلا مع العمل ، كما أن العمل لا ينفع إلا مع الإيمان ، وأنه لا يفوز عند اللّه إلا الجامع بينهما . ألا ترى إلى قوله :{ لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ ءامَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِى إِيمَانِهَا خَيْرًا } ؟ والمعنى : قل يا محمد ففروا إلى اللّه . انتهى ، وهو على طريق الاعتزال . وقد رددنا عليه في تفسير { لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا } في موضع هذه الآية

﴿ ٥٠