١٠

فدعا ربه أني . . . . .

وقرأ ابن إسحاق وعيسى والأعمش وزيد بن عليّ ، ورويت عن عاصم : إني بكسر الهمزة ، على إضمار القول على مذهب البصريين ، أو على إجراء الدعاء مجرى القول على مذهب الكوفيين .

وقرأ الجمهور : بفتحها ، أي بأني مغلوب ، أي غلبني قومي ، فلم يسمعوا مني ، ويئست من إجابتهم لي . { فَانتَصِرْ } : أي فانتقم بعذاب تبعثه عليهم . وإنما دعا عليهم بعد ما يئس منهم وتفاقم أمرهم ، وكان الواحد من قومه يخنقه إلى أن يخر مغشياً عليه ، وقد كان يقول : اللّهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون ، ومتعلق { فَانتَصِرْ } محذوف .

وقيل : التقدير فانتصر لي منهم بأن تهلكهم .

وقيل : فانتصر لنفسك ، إذ كذبوا رسولك فوقعت الإجابة . وللمتصوفة قول في { مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ } حكاه ابن عطية ، يوقف عليه في كتابه .

﴿ ١٠