سورة المجادلةمدنية بسم اللّه الرحمن الرحيم ١قد سمع اللّه . . . . . فسح في المجلس : وسع لغيره . { قَدْ سَمِعَ اللّه قَوْلَ الَّتِى تُجَادِلُكَ فِى زَوْجِهَا وَتَشْتَكِى إِلَى اللّه وَاللّه يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُما إِنَّ اللّه سَمِيعٌ بَصِيرٌ الَّذِينَ} هذه السورة مدنية . قال الكلبي : إلا قوله :{ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ} وعن عطاء : العشر الأول منها مدني وباقيها مكي . قرأ الجمهور :{ قَدْ سَمِعَ } بالبيان ؛ وأبو عمرو وحمزة والكسائي وابن محيصن : بالإدغام ، قال خلف بن هشام البزار : سمعت الكسائي يقول : من قرأ قد سمع ، فبين الدال عند السين ، فلسانه أعجمي ليس بعربي ، ولا يلتفت إلى هذا القول ؛ فالجمهور على البيان . والتي تجادل خولة بنت ثعلبة ، ويقال بالتصغير ، أو خولة بنت خويلد ، أو خولة بنت حكيم ، أو خولة بنت دليج ، أو جميلة ، أو خولة بنت الصامت ، أقوال للسلف . وأكثر الرواة على أن الزوج في هذه النازلة أوس بن الصامت أخو عبادة . وقيل : سلمة بن صخر البياضي ظاهر من امرأته . قالت زوجته : يا رسول اللّه ، أكل أوس شبابي ونثرت له بطني ، فلما كبرت ومات أهلي ظاهر مني ، فقال لها : { ما أراك إلا قد حرمت عليه } ، فقالت : يا رسول اللّه لا تفعل ، فإني وحيدة ليس لي أهل سواه ، فراجعها بمثل مقالته فراجعته ، فهذا هو جدالها ، وكانت في خلال ذلك تقول : اللّهم إن لي منه صبية صغاراً ، إن ضممتهم إليه ضاعوا ، وإن ضممتهم إليّ جاعوا . فهذا هو اشتكاؤها إلى اللّه ، فنزل الوحي عند جدالها . قالت عائشة رضي اللّه تعالى عنها : سبحان من وسع سمعه الأصوات . كان بعض كلام خولة يخفى عليّ ، وسمع اللّه جدالها ، فبعث رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إلى أوس وعرض عليه كفارة الظهار : { العتق } ، فقال : ما أملك ، و { الصوم} ، فقال : ما أقدر ، و { الاطعام} ، فقال : لا أجد إلا أن تعينني ، فأعانه صلى اللّه عليه وسلم بخمسة عشر صاعاً ودعا له ، فكفر بالإطعام وأمسك أهله . وكان عمر ، رضي اللّه تعالى عنه ، يكرم خولة إذا دخلت على ه ويقول : قد سمع اللّه لها . وقال الزمخشري : معنى قد : التوقع ، لأنه صلى اللّه عليه وسلم والمجادلة كانا متوقعين أن يسمع اللّه مجادلتها وشكواها ، وينزل في ذلك ما يفرح عنها . انتهى . وقرأ الحرميان وأبو عمرو : يظهرون بشدّهما ؛ والأخوان وابن عامر : يظاهرون مضارع ظاهر ؛ وأبيّ : يتظاهرون ، مضارع تظاهر ؛ وعنه : يتظهرون ، مضارع تظهر ؛ والمراد به كله الظهار ، وهو قول الرجل لامرأته : أنت عليّ كظهر أمي ، يريد في التحريم ، كأنه إشارة إلى الركوب ، إذ عرفه في ظهور الحيوان . والمعنى أنه لا يعلوها كما لا يعلو أمّه ، ولذلك تقول العرب في مقابلة ذلك : نزلت عن امرأتي ، أي طلقتها . وقوله : { مّنكُمْ } ، إشارة إلى توبيخ العرب وتهجين عادتهم في الظهار ، لأنه كان من إيمان أهل جاهليتهم خاصة دون سائر الأمم . |
﴿ ١ ﴾