٥

ذلك بأنهم شاقوا . . . . .

وقرأ طلحة : ومن يشاقق بالإظهار ، كالمتفق عليه في الأنفال ؛ والجمهور ؛ بالإدغام . كان بعض الصحابة قد شرع في بعض نخل بني النضير يقطع ويحرق ، وذلك في صدر الحرب ، فقالوا : ما هذا الإفساد يا محمد وأنت تنهى عن الإفساد ؟ فكفوا عن ذلك ، ونزل : { مَا قَطَعْتُمْ مّن لّينَةٍ } الآية رداً على بني النضير ، وإخباراً أن ذلك بتسويغ اللّه وتمكينه ليخربكم به ويذلكم . واللينة والنخلة اسمان بمعنى واحد ، قاله الحسن ومجاهد وابن زيد وعمرو بن ميمون . وقال الشاعر : كان قيودي فوقها عش طائر

على لينة سوقاً يهفو حيونها

وقال آخر : طراق الحوامي واقع فوق لينة

يدي ليلة في ولشه يترقرق

وقال ابن عباس وجماعة من أهل اللغة : هي النخلة ما لم تكن عجوة . وقال الثوري : الكريمة من النخل . وقال أبو عبيدة وسفيان : ما ثمرها لون ، وهو نوع من التمر يقال له اللون . قال سفيان : هو شديد الصفرة يشف عن نواه فيرى من خارج . وقال أيضاً أبو عبيدة : اللين : ألوان النخل المختلطة التي ليس فيها عجوة ولا برني . وقال جعفر بن محمد : هي العجوة ،

وقيل : هي السيلان ، وأنشد فيه : غرسوا لينة بمجرى معين

ثم حف النخيل بالآجام

وقيل : هي أغصان الأشجار للينها ، فعلى هذا لا يكون أصل الياء الواو .

وقيل : هي النخلة القصيرة . وقال الأصمعي : هي الدفل ، وما شرطية منصوبة بقطعتم ، ومن لينة تبيين لإبهام ما ، وجواب الشرط { فَبِإِذْنِ اللّه } : أي فقطعها أو تركها بإذن اللّه .

وقرأ الجمهور ؛{ قَائِمَةً } ، أنث قائمة ، والضمير في { تَرَكْتُمُوهَا } على معنى ما .

وقرأ عبد اللّه

والأعمش وزيد بن علي : قوماً على وزن فعل ، كضرب جمع قائم . وقرىء : قائماً اسم فاعل ، فذكر على لفظ ما ، وأنث في على أصولها . وقرىء : أصلها بغير واو .

﴿ ٥