٨

للفقراء المهاجرين الذين . . . . .

{لِلْفُقَرَاء } ،

قال الزمخشري : بدل من قوله :{ وَلِذِى الْقُرْبَى } ، والمعطوف عليه والذي منع الإبدال من {للّه وَلِلرَّسُولِ } ، والمعطوف عليهما ، وإن كان المعنى لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، أن اللّه عز وجل أخرج رسوله من الفقراء في قوله :{ وَيَنصُرُونَ اللّه وَرَسُولَهُ } ، وأنه يترفع برسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عن التسمية بالفقير ، وأن الإبدال على ظاهر اللفظ من خلاف الواجب في تعظيم اللّه عز وعلا . انتهى . وإنما جعله الزمخشري بدلاً من قوله :{ وَلِذِى الْقُرْبَى } ، لأنه مذهب أبي حنيفة ، والمعنى إنما يستحق ذو القربى الفقير . فالفقر شرط فيه على مذهب أبي حنيفة ، ففسره الزمخشري على مذهبه .

وأما الشافعي ، فيرى أن سبب الاستحقاق هو القرابة ، فيأخذ ذو القربى الغني لقرابته .

و

قال ابن عطية :{ لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ } بيان لقوله :{ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ } ، وكررت لام الجر لما كانت الأولى مجرورة باللام ، ليبين بين الأغنياء منكم ، أي ولكن يكون للفقراء . انتهى . ثم وصف تعالى المهاجرين بما يقتضي فقرهم ويوجب الإشفاق عليهم .{ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ } : أي في إيمانهم وجهادهم قولاً وفعلاً .

﴿ ٨