١٠والذين جاؤوا من . . . . . {وَالَّذِينَ جَاءوا مِن بَعْدِهِمْ } : الظاهر أنه معطوف على ما قبله من المعطوف على المهاجرين . فقال الفراء : هم الفرقة الثالثة من الصحابة ، وهو من آمن أو كفر في آخر مدّة النبي صلى اللّه عليه وسلم. وقال الجمهور : أراد من يجيء من التابعين ، فعلى القول الأول : يكون معنى { مّن بَعْدِهِمْ } : أي من بعد المهاجرين والأنصار السابقين بالإيمان ، وهؤلاء تأخر إيمانهم ، أو سبق إيمانه وتأخرت وفاته حتى انقرض معظم المهاجرين والأنصار . وعلى القول الثاني : يكون معنى { مّن بَعْدِهِمْ } : أي من بعد ممات المهاجرين ، مهاجريهم وأنصارهم . وإذا كان { وَالَّذِينَ } معطوفاً على المجرور قبله ، فالظاهر أنهم مشاركو من تقدّم في حكم الفيء . وقال مالك بن أوس : قرأ عمر { وَإِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء } الآية ، فقال : هذه لهؤلاء ، ثم قرأ :{ وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم } ، فقال : وهذه لهؤلاء ، ثم قرأ :{ مَّا أَفَاء اللّه عَلَى رَسُولِهِ } حتى بلغ { لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ } إلى { وَالَّذِينَ جَاءوا مِن بَعْدِهِمْ} ثم قال : لئن عشت لنؤتين الراعي ، وهو يسير نصيبه منها . وعنه أيضاً : أنه استشار المهاجرين والأنصار فيما فتح اللّه عليه من ذلك في كلام كثير آخره أنه تلا :{ مَّا أَفَاء اللّه عَلَى رَسُولِهِ } الآية ، فلما بلغ { أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ } قال : هي لهؤلاء فقط ، وتلا :{ وَالَّذِينَ جَاءوا مِن بَعْدِهِمْ } الآية ، إلى قوله :{ رَءوفٌ رَّحِيمٌ } ؛ ثم قال : ما بقي أحد من أهل الإسلام إلا وقد دخل في ذلك . وقال عمر رضي اللّه تعالى عنه : لولا من يأتي من آخر الناس ما فتحت قرية إلا قسمتها ، كما قسم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم خيبر . وقيل :{ وَالَّذِينَ جَاءوا مِن بَعْدِهِمْ } مقطوع مما قبله ، معطوف عطف الجمل ، لا عطف المفردات ؛ فإعرابه :{ وَالَّذِينَ } مبتدأ ، ندبوا بالدعاء للأولين ، والثناء عليهم ، وهم من يجيء بعد الصحابة إلى يوم القيامة ، والخبر { يَقُولُونَ } ، أخبر تعالى عنهم بأنهم لإيمانهم ومحبة أسلافهم { يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوانِنَا } ، وعلى القول الأول يكون { يَقُولُونَ } استئناف إخبار ، قيل :أو حال . |
﴿ ١٠ ﴾