٣ذلك بأنهم آمنوا . . . . . {ذالِكَ } أي ذلك الحلف الكاذب والصد المقتضيان لهم سوء العمل بسبب أيمانهم ثم كفرهم . و قال ابن عطية : ذلك إشارة إلى فعل اللّه بهم في فضيحتهم وتوبيخهم ، ويحتمل أن تكون الإشارة إلى سوء ما عملوا ، فالمعنى : ساء عملهم بأن كفروا . وقال الزمخشري : ذلك القول الشاهد عليهم بأنهم أسوأ الناس أعمالاً بسبب أنهم آمنوا ثم كفروا ، أو إلى ما وصف من حالهم في النفاق والكذب والاستخفاف بالإيمان ، أي ذلك كله بسبب أنهم آمنوا ثم كفروا . وقرأ الجمهور : { فَطُبِعَ } مبنياً للمفعول ؛ وزيد بن علي : مبنياً للفاعل : أي فطبع اللّه ؛ وكذا قراءة الأعمش وزيد في رواية مصرحاً باللّه . ويحتمل على قراءة زيد الأولى أن يكون الفاعل ضميراً يعود على المصدر المفهوم من ما قبله ، أي فطبع هو ، أي بلعبهم بالدين . ومعنى { ءامَنُواْ } : نطقوا بكلمة الشهادة وفعلوا كما يفعل المسلمون ، { ثُمَّ كَفَرُواْ } : أي ظهر كفرهم بما نطقوا به من قولهم : لئن كان محمد ما يقوله حقاً فنحن شر من الحمير ، وقولهم : أيطمع هذا الرجل أن تفتح له قصور كسرى وقيصر ؟ هيهات ، أو نطقوا بالإيمان عند المؤمنين وبالكفر عند شياطينهم ، أو ذلك فيمن آمن ثم ارتد . |
﴿ ٣ ﴾