٦

ذلك بأنه كانت . . . . .

{ذالِكَ } : أي الوبال ، { بِأَنَّهُ } : أي بأن الشأن والحديث استبعدوا أن يبعث اللّه تعالى من البشر رسولاً ، كما استبعدت قريش ، فقالوا على سبيل الاستغراب :{ أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا } ، وذلك أنهم يقولون : نحن متساوون في البشرية ، فأنى يكون لهؤلاء تمييز علينا بحيث يصيرون هداة لنا ؟ وارتفع { أَبَشَرٌ } عند الجوفي وابن عطية على الابتداء ، والخبر { يَهْدُونَنَا } ، والأحسن أن يكون مرفوعاً على الفاعلية ، لأن همزة الاستفهام تطلب الفعل ، فالمسألة من باب الاشتغال .{ فَكَفَرُواْ } : العطف بالفاء يدل على تعقب كفرهم مجيء الرسل بالبينات ، أي لم ينظروا في تلك البينات ولا تأمّلوها ، بل عقبوا مجيئها بالكفر ، { وَّاسْتَغْنَى اللّه } : استفعل بمعنى الفعل المجرد ، وغناه تعالى أزلي ،

فالمعنى : أنه ظهر تعالى غناه عنهم إذ أهلكهم ، وليست استفعل هنا للطلب .

وقال الزمخشري : معناه : وظهر استغناء اللّه حيث لم يلجئهم إلى الإيمان ، ولم يضطرهم إليه مع قدرته على ذلك . انتهى ، وفيه دسيسة الاعتزال .

﴿ ٦