١٤يا أيها الذين . . . . . وحذر مما يلحق الرجل من امرأته وولده بسبب ما يصدر من بعضهم من العداوة ، ولا أعدى على الرجل من زوجته وولده إذا كانا عدوين ، وذلك في الدنيا والآخرة . أما في الدنيا فبإذهاب ماله وعرضه ، وأما في الآخرة فبما يسعى في اكتسابه من الحرام لهما ، وبما يكسبانه منه بسبب جاهه . وكم من امرأة قتلت زوجها وجذمت وأفسدت عقله ، وكم من ولد قتل أباه . وفي التواريخ وفيما شاهدناه من ذلك كثير . وعن عطاء بن أبي رباح : أن عوف بن مالك الأشجعي أراد الغزو مع النبي صلى اللّه عليه وسلم ، فاجتمع أهله وولده ، فثبطوه وشكوا إليه فراقة ، فرق ولم يغز ؛ إنه ندم بمعاقبتهم ، فنزلت : { ذَلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ } الآية . وقيل : آمن قوم باللّه ، وثبطهم أزواجهم وأولادهم عن الهجرة ، ولم يهاجروا إلا بعد مدة ، فوجدوا غيرهم قد تفقه في الدين ، فندموا وأسفوا وهموا بمعاقبة أزواجهم وأولادهم ، فنزلت . وقيل : قالوا لهم : أين تذهبون وتدعون بلدكم وعشيرتكم وأموالكم ؟ فغضبوا عليهم وقالوا : لئن جمعنا اللّه في دار الهجرة لم نصبكم بخير . فلما هاجروا ، منعوهم الخير ، فحبوا أن يعفوا عنهم ويردوا إليهم البر والصلة . ومن في { مِنْ أَزْواجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ } للتبعيض ، وقد توجد زوجة تسر زوجها وتعينه على مقاصده في دينه ودنياه ، وكذلك الولد . وقال الشعب العبسي يمدح ولده رباطاً : إذا كان أولاد الرجال حزازة فأنت الحلال الحلو والبارد العذب لنا جانب منه دميث وجانب إذا رامه الأعداء مركبه صعب وتأخذه عند المكارم هزة كما اهتز تحت البارح الغصن الرطب وقال فرعان بن الأعرف في ابنه منازل ، وكان عاقاً له ، قصيدة فيها بعض طول منها : وربيته حتى إذا ما تركته أخا القوم واستغنى عن المسح شاربه فلما رآني أحسب الشخص أشخصاً بعيداً وذا الشخص البعيد أقاربه تعمد حقي ظالماً ولوى يدي لوى يده اللّه الذي هو غالبه |
﴿ ١٤ ﴾