١٣

وأنا لما سمعنا . . . . .

{وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى } : وهو القرآن ، { بِهِ إِنَّهُ } : أي بالقرآن ، { فَمَن يُؤْمِن بِرَبّهِ فَلاَ يَخَافُ } : أي فهو لا يخاف .

وقرأ ابن وثاب والأعمش والجمهور :{ فَلاَ يَخَافُ } ، وخرجت قراءتهما على النفي .

وقيل : الفاء زائدة ولا نفي وليس بشيء ، وكان الجواب بالفاء أجود من المجيء بالفعل مجزوماً دون الفاء ، لأنه إذا كان بالفاء كان إضمار مبتدأ ، أي فهو لا يخاف . والجملة الاسمية أدل وآكد من الفعلية على تحقق مضمون الجملة .{ بَخْساً } ، قال ابن عباس : نقص الحسنات ، { وَلاَ رَهَقاً } ، قال : زيادة في السيئات ، { وَلاَ رَهَقاً } ،قيل : تحميل ما لا يطاق .

وقال الزمخشري : أي جزاء بخس ولا رهق ، لأنه لم يبخس أحداً حقاً ولا رهق ظلم أحد ، فلا يخاف جزاءهما . ويجوز أن يراد : فلا يخاف أن يبخس بل يجزى الجزاء الأوفى ، ولا أن ترهقه ذلة من قوله عز وجل :{ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ} انتهى .

وقرأ الجمهور :{ بَخْساً } بسكون الخاء ؛

﴿ ١٣