١٦

إنا أرسلنا إليكم . . . . .

ولما هدد المكذبين بأهوال القيامة ، ذكرهم بحال فرعون وكيف أخذه اللّه تعالى ، إذ كذب موسى عليه السلام ، وأنه إن دام تكذيبهم أهلكهم اللّه تعالى فقال : { إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ } ، والخطاب عام للأسود والأحمر .

وقيل : لأهل مكة ، { رَسُولاً شَاهِداً عَلَيْكُمْ } ، كما قال :{ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلآء} وشبه إرساله إلى أهل مكة بإرسال موسى إلى فرعون على التعيين ، لأن كلاً منهما ربا في قومه واستحقروا بهما ، وكان عندهم علم بما جرى من غرق فرعون ، فناسب أن يشبه الإرسال بالإرسال .

وقيل : الرسول بلام التعريف ، لأنه تقدم ذكره فأحيل عليه . كما تقول : لقيت رجلاً فضربت الرجل ، لأن المضروب هو الملقى ، والوبيل : الرديء العقبى ، من قولهم : كلأ وبيل : أي وخيم لا يستمرأ لثقله ، أي لا ينزل في المريء .

قوله عز وجل :{ فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِن كَفَرْتُمْ يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدانَ شِيباً السَّمَاء مُنفَطِرٌ بِهِ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولاً إِنَّ هَاذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبّهِ سَبِيلاً إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِن ثُلُثَىِ الَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مّنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللّه يُقَدّرُ الَّيْلَ وَالنَّهَار } سقط : علم أن لن تحصوه فثاب عليكم فاقرؤوا ما نيسر من القرآن علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من { َ}

{سقط : فضل اللّه وآخرون يقاتلون في سبيل اللّه فاقرؤوا ما تيسر منه وأقيموا الصلاة و آتوا الزكاة وأقرضوا اللّه قرضا حسنا وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند اللّه هو خير وأعظم أجرا واستغفروا اللّه إن اللّه غفور رحيم}

﴿ ١٦