٩

فذلك يومئذ يوم . . . . .

وقال الزمخشري : والفاء في { فَذَلِكَ } للجزاء .

فإن قلت : بم انتصب إذا ،

وكيف صح أن يقع يومئذ ظرفاً ليوم عسير ؟

قلت : انتصب إذا بما دل عليه الجزاء ، لأن المعنى : { فَإِذَا نُقِرَ فِى النَّاقُورِ } ، عسر الأمر على الكافرين ؛ والذي أجاز وقوع يومئذ ظرفاً ليوم عسير أن المعنى : فذلك وقت النقر وقوع يوم عسير ، لأن يوم القيامة يأتي ويقع حين ينقر في الناقور . ويجوز أن يكون يومئذ مبنياً مرفوع المحل بدلاً من ذلك ، ويوم عسير خبر ، كأنه قيل : فيوم النقر يوم عسير .

فإن قلت : فما فائدة قوله :{ غَيْرُ يَسِيرٍ } ، وعسير مغن عنه ؟

قلت : لما قال { عَلَى الْكَافِرِينَ } فقصر العسر عليهم ، قال { غَيْرُ يَسِيرٍ } ليؤذن بأنه لا يكون عليهم كما يكون على المؤمنين يسيراً هيناً ، فيجمع بين وعيد الكافرين وزيادة غيظهم وبشارة المؤمنين وتسليتهم . ويجوز أن يراد به عسير لا يرجى أن يرجع يسيراً ، كما يرجى بيسير العسير من أمور الدنيا . انتهى . وقال الحوفي :{ فَإِذَا } ، إذا متعلقة بأنذر ، أي فأنذرهم إذا نقر في الناقورة ، قال أبو البقاء : يجري على القول الأخفش أن تكون إذا مبتدأ والخبر فذلك والفاء زائدة . فأما يومئذ فظرف لذلك ،

﴿ ٩