٦إن الأبرار يشربون . . . . . {مِن كَأْسٍ } : من لابتداء الغاية ، { كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً } ، قال قتادة : يمزج لهم بالكافور ، ويختم لهم بالمسك . وقيل : هو على التشبيه ، أي طيب رائحة وبرد كالكافور . وقال الكلبي : كافوراً اسم عين في الجنة ، وصرفت لتوافق الآي . وقرأ عبد اللّه : قافوراً بالقاف بدل الكاف ، وهما كثيراً ما يتعاقبان في الكلمة ، كقولهم : عربي قح وكح ، و { عَيْناً } بدل من { كَافُوراً } مفعولاً بيشربون ، أي ماء عين ، أو بدل من محل من كأس على حذف مضاف ، أي يشربون خمراً خمر عين ، أو نصب على الاختصاص . ولما كانت الكأس مبدأ شربهم أتى بمن ؛ وفي { يَشْرَبُ بِهَا } : أي يمزج شرابهم بها أتى بالباء الدالة على الإلصاق ، والمعنى : يشرب عباد اللّه بها الخمر ، كما تقول : شربت الماء بالعسل ، أو ضمن يشرب معنى يروى فعدى بالباء . وقيل : الباء زائدة والمعنى يشرب بها ، وقال الهذلي : شربن بماء البحر ثم ترفعت متى لجج خضر لهن نئيج قيل :أي شربن ماء البحر . وقرأ ابن أبي عبلة : بشربها ؛ وعباد اللّه هنا هم المؤمنون ، { يُفَجّرُونَهَا } : يثقبونها بعود قصب ونحوه حيث شاءوا ، فهي تجري عند كل واحد منهم ، هكذا ورد في الأثر . وقيل : هي عين في دار رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم تنفجر إلى دور الأنبياء والمؤمنين . |
﴿ ٦ ﴾