١٤

متكئين فيها على . . . . .

{لاَ يَرَوْنَ فِيهَا } : أي في الجنة ، { شَمْساً } : أي حر شمس ولا شدة برد ، أي لا شمس فيها فترى فيؤذي حرها ، ولا زمهرير يرى فيؤذي بشدته ، أي هي معتدلة الهواء . وفي الحديث : { هواء الجنة سجسج لا حر ولا قر} .

وقيل : لا يرون فيها شمساً ولا قمراً ، والزمهرير في لغة طيء القمر .

وقرأ الجمهور :{ وَدَانِيَةً } ، قال الزجاج : هو حال عطفاً على { مُتَّكِئِينَ} وقال أيضاً : ويجوز أن يكون صفة للجنة ،

فالمعنى : وجزاهم جنة دانية .

وقال الزمخشري : ما معناه أنها حال مطعوفة على حال وهي لا يرون ، أي غير رائين ، ودخلت الواو للدلالة على أن الأمرين مجتمعان لهم ، كأنه قيل : وجزاهم جنة جامعين فيها بين البعد عن الحر والقر ودنوّ الظلال عليهم .

وقرأ أبو حيوة : ودانية بالرفع ، واستدل به الأخفش على جواز رفع اسم الفاعل من غير أن يعتمد ، نحو قولك : قائم الزيدون ، ولا حجة فيه لأن الأظهر أن يكون { ظِلَالُهَا } مبتدأ { وَدَانِيَةً } خبر له .

وقرأ الأعمش : ودانياً عليهم ، وهو كقوله :{ خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ}

وقرأ أبيّ : ودان مرفوع ، فهذا يمكن أن يستدل به الأخفش .{ وَذُلّلَتْ قُطُوفُهَا } ، قال قتادة ومجاهد وسفيان : إن كان الإنسان قائماً ، تناول الثمر دون كلفة ؛ وإن قاعداً أو مضطعجاً فكذلك ، فهذا تذليلها ، لا يرد اليد عنها بعد ولا شوك . فأما على قراءة الجمهور :{ وَدَانِيَةً } بالنصب ، كان { وَذُلّلَتْ } معطوفاً على دانية لأنها في تقدير المفرد ، أي

ومذللة ، وعلى قراءة الرفع كان من عطف جملة فعلية على جملة اسمية . ويجوز أن تكون في موضع الحال ، أي وقد ذللت رفعت دانية أو نصبت .

﴿ ١٤