٤

وما يدريك لعله . . . . .

والضمير في { لَعَلَّهُ } عائد على { الاْعْمَى } ،أي يتطهر بما يتلقن من العلم ، أو { يُذْكَرِ } : أي يتعظ ، { فَتَنفَعَهُ } ذكراك ، أي موعظتك . والظاهر مصب { يُدْرِيكَ } على جملة الترجي ،

فالمعنى : لا تدري ما هو مترجى منه من تزك أو تذكر .

وقيل : المعنى وما يطلعك على أمره وعقبى حاله .

ثم ابتدأ القول :{ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى } : أي تنمو بركته ويتطهر للّه .

وقال الزمخشري :

وقيل : الضمير في { لَعَلَّهُ } للكافر ، يعني أنك طمعت في أن يتزكى بالإسلام ، أو يذكر فتقر به الذكرى إلى قبول الحق ، وما يدريك أن ما طمعت فيه كائن . انتهى . وهذا قول ينزه عنه حمل القرآن عليه .

وقرأ الجمهور :{أَوْ يَذَّكَّرُ } بشد الذال والكاف ، وأصله يتذكر فأدغم ؛ والأعرج وعاصم في رواية : أو يذكر ، بسكون الذال وضم الكاف .

وقرأ الجمهور :{ فَتَنفَعَهُ } ، برفع العين عطفاً على {أَوْ يَذَّكَّرُ } ؛ وعاصم في المشهور ، والأعرج وأبو حيوة أبي عبلة والزعفراني : بنصبهما .

قال ابن عطية : في جواب التمني ، لأن قوله :{أَوْ يَذَّكَّرُ } في حكم قوله { لَعَلَّهُ يَزَّكَّى} انتهى . وهذا ليس تمنياً ، إنما هو ترج وفرق بين الترجي والتمني .

وقال الزمخشري : وبالنصب جواباً للعل ، كقوله :{ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَاهِ مُوسَى} انتهى . والترجي عند البصريين لا جواب له ، فينصب بإضمار أن بعد الفاء .

وأما الكوفيون فيقولون : ينصب في جواب الترجي ، وقد تقدم لنا الكلام على ذلك في قوله :{ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَاهِ مُوسَى } في قراءة حفص ، ووجهنا مذهب البصريين في نصب المضارع .

﴿ ٤