١٧

قتل الإنسان ما . . . . .

{قُتِلَ الإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ } ،قيل : نزلت في عتبة بن أبي لهب ، غاضب أباه فأسلم ، ثم استصلحه أبوه وأعطاه مالاً وجهزه إلى الشام ، فبعث إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنه كافر برب النجم إذا هوى . وروي أنه صلى اللّه عليه وسلم قال : { اللّهم ابعث عليه كلبك يأكله} . فلما انتهى إلى الغاضرة ذكر الدعاء ، فجعل لمن معه ألف دينار إن أصبح حياً ، فجعلوه وسط الرفقة والمتاع حوله . فأقبل الأسد إلى الرجال ووثب ، فإذا هو فوقه فمزقه ، فكان أبوه يندبه ويبكي عليه ، وقال : ما قال محمد شيئاً قط إلا كان ، والآية ، وإن نزلت في مخصوص ، فالإنسان يراد به الكافر . وقتل دعاء عليه ، والقتل أعظم شدائد الدنيا .{ مَا أَكْفَرَهُ } ، الظاهر أنه تعجب من إفراط كفره ، والتعجب بالنسبة للمخلوقين ، إذ هو مستحيل في حق اللّه تعالى ، أي هو ممن يقال فيه ما أكفره .

وقيل : ما استفهام توقيف ، أي : أي شيء أكفره ؟ أي جعله كافراً ، بمعنى لأي شيء يسوغ له أن يكفر .

﴿ ١٧