٩

وما نقموا منهم . . . . .

وقرأ الجمهور : { نَقَمُواْ } بفتح القاف ؛ وزيد بن عليّ وأبو حيوة وابن أبي عبلة : بكسرها ، أي ما عابوا ولا أنكروا الإيمان ، كقوله :{ هَلْ تَنقِمُونَ مِنَّا إِلاَّ أَنْ ءامَنَّا بِاللّه } ، وكقول قيس الرقيات : ما نقموا من بني أمية إلا

أنهم يحلمون أن غضبوا

جعلوا ما هو في غاية الحسن قبيحاً حتى نقموا عليه ، كما قال الشاعر : ولا عيب فيها غير شكلة عينها

كذاك عتاق الطير شكلاً عيونها

وفي المنتخب : إنما قال { إِلاَّ أَن يُؤْمِنُواْ } ، لأن التعذيب إنما كان واقعاً على الإيمان في المستقبل ، ولو كفروا في المستقبل لم يعذبوا على ما مضى ، فكأنه قال : إلا أن يدعوا على إيمانهم . انتهى . وذكر الأوصاف التي يستحق بها تعالى أن يؤمن به ، وهو كونه تعالى عزيزاً غالباً قادراً يخشى عقابه ، حميداً منعماً يجب له الحمد على نعمته ، له ملك السموات والأرض وكل من فيهما يحق عليه عبادته والخشوع له تقريراً لأن ما نقموا منهم هو الحق الذي لا ينقمه إلا مبطل منهمك في الغي .

{وَاللّه عَلَى كُلّ شَىْء شَهِيدٌ } : وعيد لهم ، أي إنه علم ما فعلوا فهو يجازيهم .

﴿ ٩