٤

لقد خلقنا الإنسان . . . . .

{لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِى كَبَدٍ } : هذه الجملة المقسم عليها . والجمهور : على أن الإنسان اسم جنس ، وفي كبد : يكابد مشاق الدنيا والآخرة ، ومشاقه لا تكاد تنحصر من أول قطع سرته إلى أن يستقر قراره ، إما في جنة فتزول عنه المشقات ؛

وإما في نار فتتضاعف مشقاته وشدائده .

وقال ابن عباس وعبد اللّه بن شداد وأبو صالح والضحاك ومجاهد :{ فِى كَبَدٍ } معناه : منتصب القامة واقفاً ، ولم يخلق منكباً على وجهه ، وهذا امتنان عليه . وقال ابن كيسان : منتصباً رأسه في بطن أمه ، فإذا أذن له بالخروج ، قلب رأسه إلى قدمي أمه . وعن ابن عمر : يكابد الشكر على السرّاء ، ويكابد الصبر على الضراء . وقال ابن زيد :{ الإِنسَانَ } : آدم ، { فِى كَبَدٍ } : في السماء ، سماها كبداً ، وهذه الأقوال ضعيفة ، والأول هو الظاهر .

﴿ ٤