٥

فأما من أعطى . . . . .

ثم فصل هذا السعي . { فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى } الآية : روي أنها نزلت في أبي بكر الصديق رضي اللّه تعالى عنه ، كان يعتق ضعفة عبيده الذين أسلموا ، وينفق في رضا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ماله ، وكان الكفار بضدّه . قال عبد اللّه بن أبي أوفى : نزلت هذه السورة في أبي بكر الصديق رضي اللّه تعالى عنه ، وأبي سفيان بن حرب . وقال السدّي : نزلت في أبي الدحداح الأنصاري بسبب ما كان يعلق في المسجد صدقة ، وبسبب النخلة التي اشتراها من المنافق بحائط له ، وكان الرسول صلى اللّه عليه وسلم ساوم المنافق في شرائها بنخلة في الجنة ، وذلك بسبب الأيتام الذين كانت النخلة تشرف على بيتهم ، فيسقط منها الشيء فتأخذه الأيتام ، فمنعهم المنافق ، فأبى عليه المنافق ، فجاء أبو الدحداح وقال : يا رسول اللّه أنا أشتري النخلة التي في الجنة بهذه ، وحذف مفعولي أعطى ، إذ المقصود الثناء على المعطى دون تعرض للمعطى والعطية . وظاهره بذل المال في واجب ومندوب ومكرمة . وقال قتادة : أعطى حق اللّه . وقال ابن زيد : أنفق ماله في سبيل اللّه .{ وَاتَّقَى } ، قال ابن عباس : اتقى اللّه . وقال مجاهد : واتقى البخل . وقال قتادة : واتقى ما نهي عنه .

﴿ ٥