٢القارعة الفراش ، قال الفراء : هو الهمج الطائر من بعوض وغيره ، ومنه الجراد . ويقال : هو أطيش من فراشة . قال : وقد كان أقوام رددت قلوبهم عليهم ، وكانوا كالفراش من الجهل . وقيل : فراشة الحلم نفشت الصوف والقطن : فرقت ما كان ملبداً من أجزائه . هذه السورة مكية . ومناسبتها لما قبلها ظاهرة ، لأنه ذكر وقت بعثرت القبور ، وذلك هو وقت الساعة . وقال الجمهور :{ الْقَارِعَةُ } : القيامة نفسها ، لأنها تقرع القلوب بهولها . وقيل : صيحة النفخة في الصور ، لأنها تقرع الأسماع وفي ضمن ذلك القلوب . وقال الضحاك : هي النار ذات التغيظ والزفير . وقرأ الجمهور :{ الْقَارِعَةُ مَا الْقَارِعَةُ } بالرفع ، فما استفهام فيه معنى الاستعظام والتعجب وهو مبتدأ ، والقارعة خبره ، وتقدم تقرير ذلك في { الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ} وقيل ذلك في قوله :{ فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ} وقال الزجاج : هو تحذير ، والعرب تحذر وتغري بالرفع كالنصب ، قال الشاعر : أخو النجدة السلاح السلاح وقرأ عيسى : بالنصب ، وتخريجه على أنه منصوب بإضمار فعل ، أي اذكروا القارعة ، وما زائدة للتوكيد والقارعة تأكيد لفظي للأولى . |
﴿ ٢ ﴾