٩{ يخادعون اللّه } أي يخالفون اللّه وأصل الخدع في اللغة الإخفاء ومنه المخدع للبيت الذي يخفى فيه المتاع فالمخادع يظهر خلاف ما يضمر والخدع من اللّه في قوله {وهو خادعهم} (١٨٢-النساء) أي يظهر لهم ويعجل لهم من النعيم في الدنيا خلاف ما يغيب عنهم من عذاب الآخرة. وقيل أصل الخدع الفساد، معناه يفسدون ما أظهروا من الإيمان بما أضمروا من الكفر. وقوله {وهو خادعهم} أي يفسد عليهم نعيمهم في الدنيا بما يصيرهم إليه من عذاب الآخرة فإن قيل ما معنى قوله { يخادعون اللّه } والمفاعلة للمشاركة وقد جل اللّه تعالى عن المشاركة في المخادعة؟ قيل قد ترد المفاعلة لا على معنى المشاركة كقولك عافاك اللّه وعاقبت فلاناً، وطارقت النعل. وقال الحسن معناه يخادعون رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كما قال اللّه تعالى { إن الذين يؤذون اللّه } (٥٧- الأحزاب) أي أولياء اللّه، وقيل ذكر اللّه هاهنا تحسين والقصد بالمخادعة الذين آمنوا كقوله تعالى { فأن للّه خمسه وللرسول } (٤١- الأنفال) وقيل معناه يفعلون في دين اللّه ما هو خداع في دينهم { والذين آمنوا } أي و يخادعون المؤمنين بقولهمإذا رأوهم آمنا وهم غير مؤمنين. { وما يخدعون } قرأ ابن كثير و نافع و أبو عمرو وما يخادعون كالحرف الأول وجعلوه من المفاعلة التي تختص بالواحد. وقرأ الباقون وما يخدعون على الأصل. { إلا أنفسهم } لأن وبال خداعهم راجع إليهم لأن اللّه تعالى يطلع نبيه صلى اللّه عليه وسلم على نفاقهم فيفتضحون في الدنيا ويستوجبون العقاب في العقبى { وما يشعرون } أي لا يعلمون أنهم يخدعون أنفسهم وأن وبال خداعهم يعود عليهم . |
﴿ ٩ ﴾