١١قوله عز وجل { يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة اللّه عليكم } ، بالدفع عنكم ، { إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم } بالقتل . قال قتادة نزلت هذه الآية ورسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ببطن نخل فأرادوا بنو ثعلبة وبنو محارب أن يفتكوا به وبأصحابه إذا اشتغلوا بالصلاة فأطلع اللّه تبارك وتعالى نبيه على ذلك ، وأنزل اللّه صلاة الخوف . وقال الحسن كان النبي صلى اللّه عليه وسلم محاصراً غطفان بنخل ، فقال رجل من المشركين هل لكم في أن أقتل محمداً ؟ قالوا وكيف تقتله ؟ قال وددنا أنك قد فعلت ذلك ، فأتى النبي صلى اللّه عليه وسلم والنبي صلى اللّه عليه وسلم متقلداً سيفه ، فقال يا محمد أرني سيفك فأعطاه إياه فجعل الرجل يهز السيف وينظر مرة إلى السيف ومرة إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم ، وقال من يمنعك مني يا محمد ؟ قال اللّه ، فتهدده أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فشام السيف ومضى ، فأنزل اللّه تعالى هذه الآية . وقال مجاهد و عكرمة و الكلبي و ابن يسار عن رجاله بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم المنذر بن عمرو الساعدي، وهو أحد النقباء ليلة العقبة، في ثلاثين راكباً من المهاجرين والأنصار إلى بني عامر بن صعصعة، فخرجوا فلقوا عامر بن الطفيل على بئر معونة، وهي من مناه بني عامر، فألقوا، فقتل المنذر بن عمرو وأصحابه إلا ثلاثة نفر كانوا في طلب ضالة لهم، أحدهم عمرو بن أمية الضمري، فلم يرعهم ألا الطير تحوم في السماء، يسقط من بين خراطيمها علق الدم، فقال أحد النفر فقتل أصحابنا، ثم تولى يشتد حتى لقي رجلاً فاختلفا ضربتين فلما خالطته الضربة رفع [رأسه] إلى السماء وفتح عينيه وقال اللّه أكبر الجنة ورب العالمين، فرجع صاحباه فلقيا رجلين من بني سليم وكان بين النبي صلى اللّه عليه وسلم وبين قومهما موادعة، فانتسبا لهما إلى بني عامر فقتلاهما وقدم قومهما إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم يطلبون الدية، فخرج ومعه أبو بكر وعمر و عثمان وعلي وطلحة وعبد الرحمن بن عوف رضي اللّه عنهم، حتى دخلوا على كعب بن الأشرف و بني النضير يستعينهم في عقلهما، وكانوا قد عاهدوا النبي صلى اللّه عليه وسلم على ترك القتال وعلى أن يعينوه في الديات، قالوا نعم يا أبا القاسم قد آن لك أن تأتينا وتسأل حاجة اجلس حتى نطعمك ونعطيك الذي سألته ، فجلس رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وأصحابه، فخلا بعضهم ببعض وقالوا إنكم لن تجدوا محمداً أقرب منه الآن فمن يظهر على هذا البيت فيطرح عليه صخرة فيريحنا منه؟ فقال عمر بن جحاش أنا ، فجاء إلى رحى عظيمة ليطرحها عليه فأمسك اللّه تعالى يده وجاء جبريل وأخبره، فخرج النبي صلى اللّه عليه وسلم راجعاً إلى المدينة ثم دعا علياً فقال لا تبرح مقامك، فمن خرج عليك من أصحابي فسألك عني فقل توجه إلى المدينة، ففعل ذلك علي رضي اللّه عنه حتى تناهوا إليه ثم تبعوه، فأنزل اللّه تعالى هذه الآية وقال { فكف أيديهم عنكم واتقوا اللّه وعلى اللّه فليتوكل المؤمنون } .  | 
	
﴿ ١١ ﴾