٤{ أولئك هم المؤمنون حقاً } ، يعني يقيناً . قال ابن عباس برئوا من الكفر . قال مقاتل حقاً لا شك في إيمانهم . وفيه دليل على أنه ليس لكل أحد أن يصف نفسه بكونه مؤمناً حقاً لأن اللّه تعالى إنما وصف بذلك قوماً مخصوصين على أوصاف مخصوصة ، وكل أحد لا يتحقق وجود تلك الأوصاف فيه . وقال ابن أبي نجيح سأل رجل الحسن فقال أمؤمن أنت ؟ فقال إن كنت تسألني عن الإيمان باللّه وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والجنة والنار والبعث والحساب ، فأنا بها مؤمن ، وإن كنت تسألني عن قوله {إنما المؤمنون الذين إذا ذكر اللّه وجلت قلوبهم } الآية ، فلا أدري أمنهم أنا أم لا ؟. وقال علقمة كنا في سفر فلقينا قوماً فقلنا من القوم ؟ قالوا نحن المؤمنون حقاً ، فلم ندر ما نجيبهم حتى لقينا عبد اللّه بن مسعود ف أخبرناه بما قالوا،قال فما رددتم عليهم ؟ قلنا لم نرد عليهم شيئاً ، قال أفلا قلتم أمن أهل الجنة أنتم ؟ إن المؤمنون أهل الجنة . وقال سفيان الثوري من زعم أنه مؤمن حقاً أو عند اللّه ، ثم لم يشهد أنه في الجنة فقد آمن بنصف الآية دون النصف . { لهم درجات عند ربهم } ، قال عطاء يعني درجات الجنة يرتقونها بأعمالهم . وقال الربيع بين أنس سبعون درجة ما بين كل درجتين حضر الفرس المضمر سبعين سنةً . { ومغفرة } ، لذنوبهم { ورزق كريم } ، حسن يعني ما أعد لهم في الجنة . |
﴿ ٤ ﴾