٥قوله تعالى { كما أخرجك ربك من بيتك بالحق } ، اختلفوا في الجالب لهذه الكاف التي في قوله { كما أخرجك ربك } قال المبرد تقديره الأنفال للّه وللرسول وإن كرهوا ، كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن كرهوا. وقيل تقديره امض لأمر اللّه في الأنفال وإن كرهوا كما مضيت لأمر اللّه في الخروج من البيت لطلب العير وهم كارهون . وقال عكرمة معناه فاتقوا اللّه وأصلحوا ذات بينكم فإن ذلك خير لكم ، كما أن إخراج محمد صلى اللّه عليه وسلم من بيته بالحق خير لكم ، وإن كرهه فريق منكم . وقال مجاهد معناه كما أخرجك ربك من بيتك بالحق على كره فريق منهم ، كذلك يكرهون القتال ويجادلون فيه . وقيل هو راجع إلى قوله { لهم درجات عند ربه } ، تقديره وعد { اللّه } الدرجات لهم حق ينجزه اللّه عز وجل كما أخرجك من بيتك بالحق ، فأنجز الوعد بالنصر والظفر . وقيل الكاف بمعنى على ،تقديره امض على الذي أخرجك ربك . وقال أبو عبيده هي بمعنى القسم مجازاً ، والذي أخرجك ، لأن (ما ) في موضع الذي ، وجوابه ( يجادلونك ) ، وعليه يقع القسم ، تقديره يجادلونك واللّه الذي أخرجك ربك من بيتك بالحق . وقيل الكاف بمعنى ( إذ ) تقديره واذكر إذ أخرجك ربك . قيل المراد بهذا الإخراج هو إخراجه من مكة إلى المدينة . والأكثرون على أن المراد منه إخراجه من المدينة إلى بدر ، أي كما أمرك ربك بالخروج من بيتك إلى المدينة بالحق قيل بالوحي لطلب المشركين { وإن فريقا من المؤمنين } ، منهم ، { لكارهون } . |
﴿ ٥ ﴾