١١{ إذ يغشيكم النعاس } ، قرأ ابن كثير و أبو عمرو ( يغشاكم ) بفتح الياء ،( النعاس ) رفع على أن الفعل له ،ك قوله تعالى في سورة آل عمران{ أمنةً نعاساً يغشى طائفةً منكم } ( آل عمران - ١٥٤ ) ، وقرأ أهل المدينة ( يغشيكم ) بضم الياء وكسر الشين مخففاً ، ( النعاس ) نصب ،ك قوله تعالى { كأنما أغشيت وجوههم } وقرأ آخرون بضم الياء وكسر الشيد مشدداً ، ( النعاس ) نصب ،على أن الفعل للّه عز وجل ،ك قوله تعالى { فغشاها ما غشى } ( النجم - ٥٤ ) ، والنعاس النوم الخفيف . { أمنةً } أمناً { منه } ، مصدر أمنت أمناً وأمنةً وأماناً . قال عبد اللّه بن مسعود رضي اللّه عنه النعاس في القتال أمنة من اللّه وفي الصلاة وسوسة من الشيطان . { وينزل عليكم من السماء ماءً ليطهركم به } ، وذلك أن المسلمين نزلوا يوم بدر على كثيب أعفر ، تسوخ فيه الأقدام وحوافر الدواب ، وسبقهم المشركون إلى ماء بدر وأصبح المسلمون بعضهم محدثين وبعضهم مجنبين ، وأصابهم الظمأ ، ووسوس إليهم الشيطان ، وقال تزعمون أنكم على الحق وفيكم نبي اللّه وأنكم أولياء اللّه وقد غلبكم المشركون على الماء وأنتم تصلون محدثين ومجنبين ، فكيف ترجون أن تظهروا عليهم ؟ فأرسل اللّه عز وجل عليهم مطراً سال منه الوادي فشرب المؤمنون واغتسلوا ، وتوضؤوا وسقوا الركاب ، وملؤوا الأسقية ، وأطفأ الغبار ، ولبد الأرض حتى ثبتت عليه الأقدام ، وزالت عنهم وسوسة الشيطان ، وطابت أنفسهم ، فذلك قوله تعالى { وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به } من الأحداث والجنابة . { ويذهب عنكم رجز الشيطان } وسوسته ، { وليربط على قلوبكم } باليقين والصبر { ويثبت به الأقدام } حتى لا تسوخ في الرمل بتلبيد الأرض . وقيل يثبت به الأقدام بالصبر وقوة القلب . |
﴿ ١١ ﴾