٨٤{ولا تصل على أحد منهم مات أبداً} الآية. قال أهل التفسير بعث عبد اللّه بن أبي بن سلول إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وهو مريض، فلما دخل عليه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال له أهلكك حب اليهود؟ فقال يا رسول اللّه إني لم أبعث إليك لتؤنبني، إنما بعثت إليك لتستغقر لي، وسأله أن يكفنه في قميصه ويصلي عليه. أخبرنا عبد الواحد المليحي، حدثنا أحمد بن عبد اللّه النعيمي، حدثنا محمد بن يوسف، حدثنا محمد بن إسماعيل، حدثنا يحيى بن بكير، حدثني الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب عن عبيد اللّه بن عبد بن عباس، عن عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه أنه قال { لما مات عبد اللّه بن أبي بن سلول دعي له رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ليصلي عليه، فلما قام رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وثبت إليه، فقلت يا رسول اللّه أتصلي على ابن أبي بن سلول وقد قال يوم كذا وكذا كذا وكذا؟ أعدد عليه قوله، فتبسم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وقال أخر عني يا عمر فلما أكثرت عليه قال إني خيرت فاخترت، لو أعلم أني إن زدت على السبعين يغفر له لزدت عليها، قال فصلى عليه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ثم انصرف فلم يمكث إلا يسيرا حتى نزلت الآيتان من براءة }ولا تصل على أحد منهم مات أبداً ولا تقم على قبره{، إلى قوله }وهم فاسقون{.قال فعجبت بعد من جرأتي على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يومئذ واللّه ورسوله أعلم}. أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي، حدثنا أحمد بن عبد اللّه النعيمي، أنبأنا محمد بن يوسف، حدثنا محمد بن إسماعيل، حدثنا علي بن عبد اللّه، حدثنا سفيان قال عمرو سمعت جابر بن عبد اللّه قال في فيه من ريقه وألبسه قميصه. فاللّه أعلم وكان كسا عباسا قميصا. قال سفيان وقال هارون وكان على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قميصان فقال ابن عبد اللّه يا رسول اللّه ألبس أبي قميصك الذي يلي جلدك. وروي عن جابر قال لما كان يوم بدر أتي بالعباس ولم يكن عليه ثوب فوجدوا قميص عبد اللّه بن أبي يقدر عليه، فكساه النبي صلى اللّه عليه وسلم إياه، فلذلك نزع النبي صلى اللّه عليه وسلم قميصه الذي ألبسه عبد اللّه. قال ابن عيينة كانت له عند النبي صلى اللّه عليه وسلم يد فأحب أن يكافئه. وروي أن النبي صلى اللّه عليه وسلم كلم فيما فعل بعبد اللّه بن أبي فقال صلى اللّه عليه وسلم {وما يغني عنه قميصي وصلاتي من اللّه شيئا واللّه إني كنت أرجو أن يسلم به ألف من قومه}، وروى أنه أسلم به ألف من قومه لما رأوه يتبرك بقميص النبي صلى اللّه عليه وسلم. قوله {ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره} ولا تقف عليه، ولا تتول دفنه، من قولهم قام فلان بأمر فلان إذا كفاه أمره. {إنهم كفروا باللّه ورسوله وماتوا وهم فاسقون}، فما صلى النبي صلى اللّه عليه وسلم بعدها على منافق ولا قام على قبره حتى قبض. |
﴿ ٨٤ ﴾