١٠{ إذ رأى ناراً } ، وذلك أن موسى استأذن شعيباً في الرجوع من مدين إلى مصر لزيارة والدته وأخته ، فأذن له فخرج بأهله وماله ، وكان أيام الشتاء ، وأخذ على غير الطريق مخافة ملوك الشام ، وامرأته في سقمها ، لا تدري أليلاً أم نهاراً . فسار في البرية غير عارف بطرقها ، فألجأه المسير إلى جانب الطور الغربي الأيمن في ليلة مظلمة مثلجة شديدة البرد ، وأخذ امرأته الطلق ، فقدح زنده فلم يوره . وقيل إن موسى كان رجلاً غيوراً فكان يصحب الرفقة بالليل ويفارقهم بالنهار ، لئلا ترى امرأته ، فأخطأ مرةً الطريق في ليلة مظلمة شاتية ، لما أراد اللّه عز وجل من كرامته ، فجعل يقدح الزند فلا يوري ، فأبصر ناراً من بعيد عن يسار الطريق من جانب الطور ، { فقال لأهله امكثوا } ، أقيموا ، قرأ حمزة بضم الهاء هاهنا وفي القصص ، { إني آنست } أي أبصرت ، { ناراً ، لعلي آتيكم منها بقبس } شعلة من نار ، والقبس قطعة من النار تأخذها في طرف عمود من معظم النار ، { أو أجد على النار هدىً } ، أي أجد عند النار من يدلني على الطريق . |
﴿ ١٠ ﴾