١٨

{ قال هي عصاي } ، قيل  وكانت لها شعبتان ، وفي أسفلها سنان ، ولها محجن .

قال مقاتل  اسمها نبعة . { أتوكأ عليها }  أعتمد عليها إذا مشيت وإذا أعييت وعند الوثبة ، { وأهش بها على غنمي } ، أضرب بها الشجرة اليابسة ليسقط ورقها فترعاه الغنم . وقرأ عكرمة { وأهش } بالسين غير المعجمة ، أي  أزجر بها الغنم ، و ( الهس )  زجر الغنم . { ولي فيها مآرب أخرى } ، حاجات ومنافع أخرى ، جمع ( مأربة ) بفتح الراء وضمها ، ولم يقل  { أخر } لرؤوس الآي . وأراد بالمآرب  ما يستعمل فيه العصا في السفر ،وكان يحمل بها الزاد ويشد بها الحبل فيستقي الماء من البئر ، ويقتل بها الحيات ، ويحارب بها السباع ، ويستظل بها إذا عقد وغير ذلك . وروى عن ابن عباس  أن موسى كان يحمل عليها زاده وسقاءه ، فجعلت تماشيه وتحدثه ، وكان يضرب بها الأرض فيخرج ما يأكل يومه ، ويركزها فيخرج الماء ، فإذا رفعها ذهب الماء ، وإذا اشتهى ثمرة ركزها فتغصنت غصن الشجرة وأورقت وأثمرت ، وإذا أراد الاستقاء من البئر أدلاها فطالت على طول البئر وصارت شعبتاها كالدلو حتى يستقي ، وكانت تضيء بالليل بمنزلة السراج ، وإذا ظهر له عدو كانت تحارب وتناضل عنه .

﴿ ١٨