١١

{ ثم استوى إلى السماء }، أي عمد إلى خلق السماء، { وهي دخان }، وكان ذلك الدخان بخار الماء، { فقال لها وللأرض ائتيا طوعاً أو كرهاً }، أي ائتيا ما آمركما أي افعلاه، كما يقال ائت ما هو الأحسن، أي افعله. وقال طاووس عن ابن عباس ائتيا أعطيا، يعني أخرجا ما خلقت فيكما من المنافع لمصالح العباد. [قال ابن عباس] قال اللّه عز وجل أما أنت ياسماء فأطلعي شمسك وقمرك ونجومك، وأنت يا أرض فشقي أنهارك وأخرجي ثمارك ونباتك، وقال لهما افعلا ما آمركما طوعاً وإلا ألجأتكما إلى ذلك [حتى تفعلاه كرهاً] فأجابتا بالطوع، و { قالتا أتينا طائعين }، [ولم يقل طائعتين]، لأنه ذهب به إلى السموات والأرض ومن فيهن، مجازه أئتيا بما فينا طائعين، فلما وصفهما بالقول أجراهما في الجمع مجرى من يعقل.

﴿ ١١