٥{ أفنضرب عنكم الذكر صفحاً }، يقال ضربت عنه وأضربت عنه إذا تركته وأمسكت عنه، و ((الصفح)) مصدر قولهم صفحت عنه إذا أعرضت عنه، وذلك بأن توليه صفحة وجهك [وعنقك]، والمراد بالذكر القرآن. ومعناه أفنترك عنكم الوحي ونمسك عن إنزال القرآن فلا نأمركم [ولا ننهاكم] من أجل أنكم أسرفتم في كفركم وتركتم الإيمان؟ استفهام بمعنى الإنكار، أي لا نفعل ذلك، وهذا قول قتادة وجماعة. قال قتادة واللّه لو كان هذا القرآن رفع حين رده أوائل هذه الأمة لهلكوا، ولكن اللّه عاد عليهم بعائدته ورحمته، فكرره عليهم عشرين سنة أو ما شاء اللّه. وقيل معناه أفنضرب عنكم بتذكيرها إياكم صافحين معرضين. قال الكسائي أفنطوي عنكم الذكر طياً فلا تدعون ولا توعظون. وقال الكلبي أفنترككم سدىً لا نأمركم ولا ننهاكم. وقال مجاهد و السدي أفنعرض عنكم ونترككم فلا نعاقبكم على كفركم.{ أن كنتم قوما مسرفين} قرأ أهل المدينة وحمزة والكسائي ( إن كنتم) بكسر الهمزة، { أن كنتم قوماً مسرفين }، قرأ أهل المدينة و حمزة و الكسائي ((إن كنتم)) بكسر الهمزة، على معنى إذ كنتم، كقوله { وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين } (آل عمران-١٣٩)، وقرأ الآخرون بالفتح، على معنى لأن كنتم قوماً مسرفين [مشركين]. |
﴿ ٥ ﴾