١٠{ وما لكم أن لا تنفقوا في سبيل اللّه وللّه ميراث السماوات والأرض }، يقول أي شيء لكم في ترك الإنفاق فيما يقرب من اللّه وأنتم ميتون تاركون أموالكم، ثم بين فضل من سبق بالإنفاق في سبيل اللّه وبالجهاد فقال {لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح}، يعني فتح مكة في قول أكثر المفسرين، وقال الشعبي هو صلح الحديبية، {وقاتل}، يقول لا يستوي في الفضل من أنفق ماله وقاتل العدو مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قبل فتح مكة مع من أنفق وقاتل بعده، {أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا}، وروى محمد بن فضيل عن الكلبي أن هذه الآية نزلت في أبي بكر الصديق -رضي اللّه عنه- فإنه أول من أسلم وأول من أنفق ماله في سبيل اللّه. وقال عبد اللّه بن مسعود أول من أظهر إسلامه بسيفه النبي صلى اللّه عليه وسلم وأبو بكر. أخبرنا أحمد بن إبراهيم الشريحي، أخبرنا أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي، أخبرنا عبد اللّه بن حامد بن محمد، أخبرنا أحمد بن إسحاق بن أيوب، أخبرنا محمد بن يونس، حدثنا العلاء بن عمرو الشيباني، حدثنا أبو إسحاق الفزارى، حدثنا سفيان بن سعيد عن آدم بن علي عن ابن عمر قال {كنت عند رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وعنده أبو بكر الصديق رضي اللّه عنه، وعليه عباءة قد خلها في صدره بخلال، فنزل عليه جبريل فقال مالي أرى أبابكر عليه عباءة قد خلها في صدره بخلال؟ فقال أنفق ماله علي قبل الفتح، قال فإن اللّه عز وجل يقول اقرأ عليه السلام وقل له أراض أنت عني في فقرك هذا أم ساخط؟ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يا أبا بكر إن اللّه عز وجل يقرأ عليك السلام ويقول لك أراض أنت في فقرك هذا أم ساخط؟ فقال أبو بكر أأسخط على ربي؟ إني عن ربي راض إني عن ربي راض}. {وكلاً وعد اللّه الحسنى}، أي كلا الفريقين وعدهم اللّه الجنة. قال عطاء درجات الجنة تتفاضل، فالذين أنفقوا قبل الفتح في أفضلها. وقرأ ابن عامر وكل بالرفع، {واللّه بما تعملون خبير}. |
﴿ ١٠ ﴾