٨٠

وقوله تعالى أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون يقوى هذا التأويل ا ه

وقوله تعالى ولكن كونوا ربانيين الآية المعنى ولكن يقول كونوا ربانيين وهو جمع رباني قال قوم منسوب إلى الرب من حيث هو عالم ما علمه عامل بطاعته معلم للناس ما أمر به وزيدت فيه النون مبالغة وقال قوم منسوب إلى الربان وهو معلم الناس مأخوذ من رب يرب إذا أصلح وربى والنون أيضا زائدة كما زيدت في غضبان وعطشان وفي البخاري الرباني الذي يربى الناس بصغار العلم قبل كباره قال ع فجملة ما يقال في الرباني أنه العالم بالرب والشرع المصيب في التقدير من الأقوال والأفعال التي يحاولها في الناس

وقوله بما كنتم معناه بسبب كونكم عالمين دارسين فما مصدرية وأسند أبو عمر بن عبد البر في كتاب فضل العلم عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال العلم علمان علم في القلب فذلك العلم النافع وعلم في اللسان فذلك حجة اللّه عز و جل على ابن أدم ومن حديث ابن وهب قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم هلاك أمتي عالم فاجر وعابد جاهل وشر الشرار جبار العلماء وخير الخيار خيار العلماء ا ه وقرأ جمهور الناس تدرسون بضم الراء من درس إذا أدمن قراءة الكتاب وكرره وقرأ نافع وغيره ولا يأمركم برفع الراء على القطع قال سيبويه المعنى لا يأمركم اللّه وقال ابن جريج وغيره المعنى ولا يأمركم هذا البشر الذي أوتي هذه النعم وهو صلى اللّه عليه وسلم وأما قراءة من نصب الراء وهو حمزة وغيره فهي عطف على قوله أن يوتيه اللّه المعنى ولا له أن يأمركم قاله أبو علي وغيره وهو الصواب لا ما قاله الطبري من أنها عطف على قوله ثم يقول والأرباب في هذه الآية بمعنى الآلهة

﴿ ٨٠