١٩٣وقوله سبحانه ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان الآية حكاية عن أولى الألباب قال أبو الدرداء يرحم اللّه المؤمنين ما زالوا يقولون ربنا ربنا حتى استجيب لهم قال ابن جريج وغيره المنادى صلى اللّه عليه وسلم وقال محمد بن كعب القرظي المنادى كتاب اللّه وليس كلهم رأى النبي صلى اللّه عليه وسلم - وسمعه وقولهم ما وعدتنا على رسلك معناه على ألسنة رسلك وقولهم ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف المعياد إشارة إلى قوله تعالى يوم لا يخزي اللّه النبيء والذين ءامنوا معه فهذا وعده تعالى وهو دال على أن الخزي إنما هو مع الخلود قال ص قال أبو البقاء الميعاد مصدر بمعنى الوعد اه وقوله سبحانه فاستجاب لهم ربهم اني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أنثى الآية استجاب بمعنى أجاب روي أن أم سلمة رضي اللّه عنها قالت يا رسول اللّه قد ذكر اللّه تعالى الرجال في الهجرة ولم يذكر النساء في شيء من ذلك فنزلت الآية وهي آية وعد من اللّه أي هذا فعله سبحانه مع الذين يتصفون بما ذكر قال الفخر روي عن جعفر الصادق أنه قال من حزبه أمر فقال خمس مرات ربنا أنجاه اللّه مما يخاف وأعطاه ما أراد وقرأ هذه الآية قال لأن اللّه تعالى حكى عنهم أنهم قالوا ربنا خمس مرات ثم أخبر أنه استجاب لهم انتهى وقوله تعالى بعضكم من بعض يعني في الأجر وتقبل الأعمال أي أن الرجال والنساء في ذلك على حد واحد قال الفخر قوله سبحانه بعضكم من بعض أي شبه بعض مثل بعض والمعنى أنه لا تفاوت في الثواب بين الذكر والأنثى إذا استووا في الطاعة وهذا يدل على أن الفضل في باب الدين إنما هو بالأعمال لا بسر صفات العاملين لأن كونهم ذكرا أنثى من نسب خسيس شريف لا تأثير له في هذا الباب انتهى وبين سبحانه حال المهاجرين ثم الآية بعد تنسحب على كل من أوذي في اللّه وهاجر أيضا إلى اللّه إلى يوم القيامة وقوله سبحانه وأخرجوا من ديارهم عبارة فيها إلزام الذنب للكفار واللام في قوله لاكفرن لام القسم وثوابا مصدر مؤكد وباقي الآية بين وقوله سبحانه لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاء الآية نزلت لا يغرنك في هذه الآية منزلة لا تظن أن حال الكفار حسنة والخطاب للنبي صلى اللّه عليه وسلم والمراد أمته والتقلب التصرف في التجارات والأرباح والحروب وسائر الآمال وقوله نزلا معناه تكرمة |
﴿ ١٩٣ ﴾