٧

وقوله تعالى واذكروا نعمة اللّه عليكم وميثاقه الآية خطاب للمؤمنين ونعمة اللّه اسم جنس يجمع الإسلام وحسن الحال وحسن المئال والميثاق هو ما وقع للنبي صلى اللّه عليه وسلم في بيعة العقبة

وبيعة الرضوان وكل موطن قال الناس فيه سمعنا وأطعنا هذا قول ابن عباس وجماعة من المفسرين وقال مجاهد المراد الميثاق المأخوذ على النسم حين استخرجوا من ظهر آدم عليه السلام والأول أرجح واليق بنمط الكلام وباقي الآية بين متكرر قال أبو عمر بن عبد البر في كتابه بهجة المجالس روي عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه قال من وعده اللّه على عمل ثوابا فهو منجز له ما وعده ومن أوعده على عمل عقابا فإن شاء عذبه وإن شاء غفر له وعن ابن عباس مثله انتهى

وقوله تعالى يا أيها الذين ءامنوا اذكروا نعمة اللّه عليكم إذ هم قوم الآية خطاب للنبي صلى اللّه عليه وسلم وأمته والجمهور أن سبب هذه الآية أن النبي صلى اللّه عليه وسلم لما استعان بيهود في دية الرجلين اللذين قتلهما عمرو بن أمية الضمري وصاحبه قالوا نعم يا أبا القاسم انزل حتى نصنع لك طعاما وننظر في معونتنك فنزل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في ظل جدار وكان معه أبو بكر وعمر وعلي فتآمرت يهود في قتله وقالوا من رجل يظهر على الحائط فيصب عليه حجرا يشدخه فجاء جبريل فأخبر النبي صلى اللّه عليه وسلم الخبر فقام صلى اللّه عليه و سلم من المكان وتوجه إلى المدينة ونزلت الآية في ذلك ويترجح هذا القول بما يأتي بعد من الآيات في وصف غدر يهود ونقضهم المواثيق

﴿ ٧