٨٣

قوله تعالى وإذا سمعوا وجاء الضمير عاما إذ قد تحمد الجماعة بفعل واحد منهم وفي هذا استدعاء للنصارى ولطف من اللّه بهم ليؤمنوا قال ص مما عرفوا من الحق من الأولى لابتداء الغاية قال أبو البقاء ومعناها من أجل الذي عرفوا ومن الثانية لبيان ما الموصولة انتهى قال العراقي تفيض أي تسيل منها العبرة وفي الحديث اقرءوا القرآن وأبكوا فإن لم تبكوا فتباكوا خرجه البزار انتهى من الكوكب الدري وفيه عن البزار ايضا ان النبي صلى اللّه عليه وسلم - قال من خرج من عينيه مثل جناح ذباب دموعا من خشية اللّه لم يدخل النار حتى يعود اللبن في ضرعه انتهى وقولهم مع الشاهدين يعني نبينا محمدا صلى اللّه عليه وسلم لى اللّه عليه و سلم وأمته قاله ابن عباس وغيره وقال الطبري لو قال قائل معنى ذلك مع الشاهدين بتوحيدك من جميع العالم لكان صوابا وهو كلام صحيح

وكأن ابن عباس خصص أمة محمد لقول اللّه سبحانه وكذلك جعلناكم أمة وسطا الآية وقولهم وما لنالا نؤمن باللّه وما جاءنا من الحق توقيف لأنفسهم  محاجة لمن عارضهم من الكفار والقوم الصالحون صلى اللّه عليه وسلم وأصحابه قاله ابن زيد وغيره من المفسرين ثم ذكر تعالى ما أثابهم به من النعيم على إيمانهم وإحسانهم ثم ذكر سبحانه حال الكافرين المكذبين وإنهم قرناء الجحيم

﴿ ٨٣