٣٧وقوله سبحانه ليميز اللّه الخبيث من الطيب وقرأ حمزة والكسائي ليميز اللّه بضم الياء وفتح الميم وشد الياء قال ابن عباس وغيره المعنى بالخبيث الكفار وبالطيب المؤمنون وقال ابن سلام والزجاج الخبيث ما أنفقه المشركون في الصد عن سبيل اللّه والطيب هو ما أنفقه المؤمنون في سبيل اللّه قال ع روي عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أن اللّه سبحانه يخرج يوم القيامة من الأموال ما كان صدقة قربة ثم يأمر بسائر ذلك فيلقى في النار وعلى التأويلين فقول سبحانه ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيركمه جميعا إنما هي عبارة عن جمع ذلك وضمه وتأليف أشتاته وتكاثفه بالإجماع ويركمه في كلام العرب يكثفه ومنه سحاب مركوم وعبارة البخاري فيركمه فيجمعه انتهى وقوله سبحانه إن ينتهوا يعني عن الكفر يغفر لهم ما قد سلف لأن الإسلام يجب ما قبله وإن يعودوا يريد به إلى القتال ولا يصح أن يتأول وأن يعودوا إلى الكفر لأنهم لم ينفصلوا عنه وقوله فقد مضت سنة الأولين عبارة تجمع الوعيد والتهديد والتمثيل بمن هلك من الأمم في سالف الدهر بعذاب اللّه حين صد في وجه نبيه بمن هلك في يوم بدر بسيف الإسلام |
﴿ ٣٧ ﴾