٥٢

وقوله سبحانه كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كفروا بآيات اللّه فأخذهم اللّه بذنوبهم الآية الدأب العادة في كلام العرب وهو مأخوذ من دأب على العمل إذا لازمه

وقوله سبحانه ذلك بأن اللّه لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم الآية معنى هذه الآية إخبار من اللّه سبحانه إذا أنعم على قوم نعمة فإنه بلطفه ورحمته لا يبدأ بتغييرها وتنكيدها حتى يجيء ذلك منهم بأن يغيروا حالهم التي تراد  تحسن منهم فإذا فعلوا ذلك غير اللّه نعمته عندهم بنقمته منهم ومثال هذه نعمة اللّه على قريش بنبينا محمد

صلى اللّه عليه و سلم فكفروا به فغير اللّه تلك النعمة بأن نقلها إلى غيرهم من الأنصار وأحل بهم عقوبته

وقوله تعالى كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كذبوا بآيات ربهم فأهلكناهم بذنوبهم هذا التكرير هو لمعنى ليس للأول إذ الأول دأب في أن هلكوا لما كفروا وهذا الثاني دأب في أن لم يغير نعمتهم حتى غيروا ما بأنفسهم والإشارة بقوله والذين من قبلهم إلى قوم شعيب وصالح وهود ونوح وغيرهم

﴿ ٥٢