سورة هود

بسم اللّه الرحمن الرحيم

تفسير سورة هود عليه السلام مكية إلا نحو ثلاث آيات

قال الداودي وعن أبي بكر الصديق رضي اللّه عنه قلت يا رسول اللّه لقد أسرع إليك الشيب قال شيبتي هود والواقعة والمرسلات وعم يتساءلون وإذا الشمس كورت وفي رواية عن ابن عباس هود وأخواتها انتهى

١

قوله عز و جل الم كتاب أحكم آياته أي أتقنت وأجيدت وبهذه الصفة كان القرآن في الأزل ثم فصل بتقطيعه وتبيين أحكامه وأوامره على محمد نبيه عليه السلام في أزمنة مختلفة فثم على بابها فالأحكام صفة ذاتية والتفصيل إنما هو بحسب من يفصل له والكتاب بأجمعه محكم ومفصل والأحكام الذي هو ضد النسخ والتفصيل الذي هو خلاف الإجمال إنما يقالان مع ما ذكرناه باشتراك قال ص ثم فصلت ثم لترتيب الأخبار لا لترتيب الوقوع في الزمان ولدن بمعنى عند انتهى قال الداودي وعن الحسن أحكمت آياته قال أحكمت بالأمر والنهي ثم فصلت بالوعد والوعيد وعنه فصلت بالثواب والعقاب انتهى وقدم

النذير لأن التحذير من النار هو الأهم وإن استغفروا ربكم أي اطلبوا مغفرته وذلك بطلب دخولكم في الإسلام ثم توبوا من الكفر يمتعكم متاعا حسنا ووصف المتاع بالحسن لطيب عيش المؤمن برجائه في ثواب ربه وفرحه بالتقرب إليه بأداء مفترضاته والسرور بمواعيده سبحانه والكافر ليس في شيء من هذا ويؤت كل ذي فضل أي كل ذي إحسان فضله فيحتمل أن يعود الضمير من فضله على ذي فضل أي ثواب فضله ويحتمل أن يعود على اللّه عز و جل أي يؤتي اللّه فضله كل ذي فضل وعمل صالح من المؤمنين ونحو هذا المعنى ما وعد به سبحانه من تضعيف الحسنات وإن تولوا فإني أخاف عليكم أي فقل إني أخاف عليكم عذاب يوم كبير وهو القيامة

﴿ ١