٥

وقوله سبحانه والأنعام خلقها لكم فيها دفء الدفء السخانة وذهاب البرد بالاكسية ونحوها

وقيل الدفء تناسل الإبل وقال ابن عباس هو نسل كل شيء والمعنى الأول هو الصحيح والمنافع ألبانها وما تصرف منها وحرثها والنضح عليها وغير ذلك

وقوله جمال أي في المنظر وتريحون معنا حين ترودونها وقت الرواح إلى المنازل وتسرحون معناه تخرجونها غدوة إلى السرح والأثقال الأمتعة

وقيل الأجسام كقوله وأخرجت الأرض أثقالها أي اجساد بني آدم وسميت الخيل خيلا لاختيالها في مشيتها ت ويجب على من ملكه اللّه شيئا من هذا الحيوان أن يرفق به ويشكر اللّه تعالى على هذه النعمة التي خولها وقد روى مالك ف الموطأ عن أبي عبيد مولى سليمان بن عبد الملك عن خالد بن معدان يرفعه قال إن اللّه رفيق يحب الرفق ويرضاه ويعين عليه ما لا يعين على العنف فإذا ركبتم هذه الدواب العجم فأنزلوها منازلها فإن كانت الأرض جدبة فأنجوا عليها بنقيها

وعليكم بسير الليل فإن الأرض تطوى بالليل ما لا تطوى بالنهار وإياكم والتعريس على الطريق فإنها طرق الدواب ومأوى الحيات قال أبو عمر في التمهيد هذا الحديث يستند عن النبي صلى اللّه عليه وسلم من وجوه كثيرة فأما الرفق فمحمود في كل شيء وما كان الرفق في شيء إلا زانه وقد روى مالك بسنده عن عائشة عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال إن اللّه عز و جل يحب الرفق في الأمر كله وأمر المسافر في الخصب بأن يمشي رويدا ويكثر النزول لترعى دابته فأما الأرض الجدبة فالسنة للمسافر أن يسرع السير ليخرج عنها وبدابته شيء من الشحم والقوة والنقي في كلام العرب الشحم والودك انتهى

وروى أبو داود عن أبي هريرة عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال إياكم أن تتخذوا ظهور دوابكم منابر فإن اللّه إنما سخرها لكم لتبلغكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس وجعل لكم الأرض فعليها فاقضوا حاجاتكم انتهى

﴿ ٥