٨٩

وقوله تعالى ثم اتبع سببا المعنى ثم سلك ذو القرنين الطرق المؤدية إلى مقصده وكان ذو القرنين على ما وقع في كتب التاريخ يدوس الأرض بالجيوش الثقال والسيرة الحميدة والحزم المستيقظ والتأييد المتواصل وتقوى اللّه عز و جل فمالقي أمة ولأمر بمدينة إلا ذلت ودخلت في طاعته وكل من عارضه  توقف عن أمره جعله عظة وآية لغيره وله في هذا المعنى أخبار كثيرة وغرائب محل ذكرها كتب التاريخ

وقوله وجدها تطلع على قوم المراد بالقوم الزنج قاله قتادة وهم الهنود وما وراءهم وقال الناس في

قوله سبحانه لم نجعل لهم من دونها سترا معناه أنهم ليس لهم بنيان إذ لا تحتمل ارضهم البناء وإنما يدخلون من حر الشمس في اسراب

وقيل يدخلون في ماء البحر قاله الحسن وغيره وأكثر المفسرون في هذا المعنى والظاهر من اللفظ أنها عبارة بليغة عن قرب الشمس منهم ولو كان لهم أسراب تغنى لكان سترا كثيفا

قوله كذلك معناه فعل معهم كفعله مع الأوليين أهل المغرب فأوجز بقوله كذلك

وقوله حتى إذا بلغ بين السدين الآية السدان فيما ذكر أهل التفسير جبلان سدا مسالك تلك الناحية وبين طرفي الجبلين فتح هو موضع الردم وهذان الجبلان في طرف الأرض مما يلي المشرق ويظهر من ألفاظ التواريخ أنهما إلى ناحية الشمال

وقوله تعالى ووجد عندها قوما قال السهيلي هم أهل جابلس ويقال لها بالسريانية جرجيسا يسكنها قوم من نسل ثمود بقيتهم

الذين آمنوا بصالح

﴿ ٨٩