١٢وقوله يدعوا من دون اللّه ما لا يضره يريد الأوثان ومعنى بدعو يعبد ويدعو ايضا فى ملماته واللام فى قوله لمن ضره لام موذنة بمجيء القسم والثانية فى لبيس لام القسم والعشير القريب المعاشر فى الامور ت وفى الحديث فى شأن النساء ويكفرن العشير يعنى الزوج قال ابو عمر بن عبد البر قال اهل اللغة العشير الخليط من المعاشرة والمخالطة ومنه قوله عز و جل لبئس المولى ولبئس العشير انتهى من التمهيد والذى يظهر ان المراد بالمولى والعشير هو الوثن الذى ضره اقرب من نفعه وهو قول مجاهد ثم عقب سبحانه بذكر حالة اهل الايمان وذكر ما وعدهم به فقال ان اللّه يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجرى من تحتها الأنهار الآية ثم اخذت الآية فى توبيخ أولائك الأولين كأنه يقول هؤلاء العابدون على حرف صحبهم القلق وظنوا ان اللّه تعالى لن ينصر محمدا واتباعه ونحن انما امرناهم بالصبر وانتظار وعدنا فمن ظن غير ذلك فليمدد بسبب وهو الحبل وليختنق هل يذهب بذلك غيطه قال هذا المعنى قتادة وهذا على جهة المثل السائر فى قولهم دونك الحبل فاختنق والسماء على هذا القول الهواء علوا فكأنه أراد سقفا شجرة ولفظ البخاري وقال ابن عباس بسبب الى سقف البيت انتهى والجمهور على ان القطع هنا هو الاختناق قال الخليل وقطع الرجل إذا اختنق بحبل ونحوه ثم ذكر الآية ويحتمل المعنى من ظن ان محمدا لا ينصر فليمت كمدا هو منصور لا محالة فليختنق هذا الظان غيطا وكمدا ويؤيد ان الطبرى والنقاش قالا وبقال نزلت فى نفر من بنى أسد وغطفان قالوا نخاف ان لا ينصر محمد فينقطع الذى بيننا وبين حلفائنا من يهود من المنافع والمعنى الاول الذى قيل للعابدين على حرف ليس بهذا ولكنه بمعنى من قلق واستبطأ النصر وظن ان محمدا لا ينصر فليختنق سفاهة اذ تعدى الأمر الذى حد له فى الصبر وانتظار صنع اللّه وقال مجاهد الضمير فى ينصره عائد على من والمعنى من كان من المتقلقين من المؤمنين وما فى قوله ما يغيظ بمعنى الذى ويحتمل ان تكون مصدرية حرفا فلا عائد عليها وابين الوجوه فى الآية التاويل الاول وباقى الآية بين وقوله وكثير من الناس أي ساجدون مرحومون بسجودهم وقوله وكثير حق عليه العذاب معادل له ويؤيد هذا |
﴿ ١٢ ﴾